زبدة القول

الخبر الكبير... السعودية وإيران

| د. بثينة خليفة قاسم

لا شك أن الخبر الكبير على مدار اليومين الماضيين هو إعلان بكين عن الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية الشقيقة وبين إيران في المستقبل القريب.

هذا الخبر كان ولا يزال الخبر الأكبر في جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية والإقليمية، وقد رحبت دول مجلس التعاون الخليجي بهذا التطور المهم مع أمل أن يؤدي الاتفاق الجديد إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بل ورحبت أجنحة ومليشيات إيران الموجودة في المنطقة بهذا الاتفاق ومن بينها مليشيا الحوثي وميليشيا حزب الله اللبناني.

سيبقى هذا الموضوع مادة للنقاش والتحليل خلال الأيام القادمة نظرا لأهميته لأطراف عديدة دوليا وإقليميا، لأن العلاقات السعودية الإيرانية لا تعني السعودية وإيران وحدهما، لكنها ترتبط بالاستراتيجيات بعيدة المدى للقوى الكبرى في العالم وأهمية الشرق الأوسط لهذه القوى.

فهناك من ينظر للتطور الذي حدث من زاوية أن الصين التي رعت المفاوضات بين الدولتين تسعى لدور أكبر في الشرق الأوسط وتسعى للتمدد على حساب غريمتها الأساسية الولايات المتحدة الأميركية، وهناك من يربط هذا التطور بأحداث الداخل الإيراني بدرجة ما، إلى غير ذلك من تحليلات. ل

كن ما يعنينا نحن كعرب وخليجيين أن السعودية وإيران اتفقتا بشكل واضح لا لبس فيه على مبدأ مهم وواضح وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، تلك العبارة المهمة التي اشتملت على كلمة الدول بصيغة الجمع، حيث كانت مسألة التدخل في شؤون الدول السبب الرئيس في قطع العلاقات بين السعودية وإيران، ولن تتحسن العلاقات بحق إلا إذا تم التوقف عن هذا التدخل وتوقفت المليشيات والأجنحة الموالية لإيران عن ممارسة العنف وإشعال التوتر والطائفية.. فهل ستستطيع إيران بالفعل فتح صفحة جديدة في هذا الشأن؟ هذا هو السؤال الكبير الذي ستجيب عليه الأيام القادمة.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية