ياسمينيات

البحريني “أولى”

| ياسمين خلف

كل‭ ‬ما‭ ‬طالبت‭ ‬بالبحرنة‭ ‬في‭ ‬الوظائف،‭ ‬كلما‭ ‬وجدت‭ ‬الحنق‭ ‬والغضب‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المطالبة،‭ ‬وكأنني‭ ‬بتلك‭ ‬المطالبة‭ ‬قد‭ ‬ركنت‭ ‬إلى‭ ‬التمييز‭ ‬والعنصرية‭ ‬في‭ ‬طلبي‭! ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬المطالبة‭ ‬بالبحرنة‭ ‬ستوصمني‭ ‬بالعنصرية،‭ ‬فأهلاً‭ ‬بهذا‭ ‬الوصم‭ ‬الذي‭ ‬أجده‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬وساماً‭ ‬وأتشرف‭ ‬به،‭ ‬فالبحريني‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬بالوظائف‭ ‬في‭ ‬وطنه‭.‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬الآلاف‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬تخرجهم‭ ‬من‭ ‬الجامعة،‭ ‬يحملون‭ ‬الشهادات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬تؤهلهم‭ ‬للعمل،‭ ‬ولا‭ ‬يجدون‭ ‬فرصة‭ ‬واحدة‭ ‬للعمل،‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أنفسهم،‭ ‬فيبقون‭ ‬تحت‭ ‬وصاية‭ ‬أهاليهم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬والديهم‭ ‬الذين‭ ‬وصل‭ ‬أغلبهم‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬التقاعد،‭ ‬ورواتبهم‭ ‬التقاعدية‭ ‬بالكاد‭ ‬يتدبرون‭ ‬فيها‭ ‬مصاريف‭ ‬معيشتهم‭! ‬تتوقف‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬أغلبهم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬السند‭ ‬والمعونة‭ ‬من‭ ‬أهاليهم،‭ ‬فلا‭ ‬يمكنهم‭ ‬بعدها‭ ‬تكوين‭ ‬عائلة‭ ‬ولا‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬فكيف‭ ‬سيصرفون‭ ‬على‭ ‬عائلة‭ ‬جديدة‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يتسلمون‭ ‬مصروفهم‭ ‬من‭ ‬أهاليهم‭ ‬المتقاعدين‭!‬

سياسة‭ ‬إحلال‭ ‬المواطن‭ ‬مكان‭ ‬الأجنبي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إقرارها‭ ‬وبقوة‭ ‬وضمن‭ ‬تشريع‭ ‬قانوني،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬يصطف‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬العاطلين،‭ ‬وهناك‭ ‬أجنبي‭ ‬يتمتع‭ ‬بالوظيفة،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يتميز‭ ‬عنه‭ ‬بشيء‭! ‬قال‭ ‬من‭ ‬قال‭: ‬“لماذا‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭ ‬والمهن،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تركها‭ ‬للأجنبي”‭! ‬وأقول‭ ‬“البحريني‭ ‬لم‭ ‬يتوان‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭ ‬وحتى‭ ‬المهن‭ ‬البسيطة‭ ‬منها”،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بالبحرنة‭ ‬تأتي‭ ‬بدءا‭ ‬بالوظائف‭ ‬العليا،‭ ‬والتي‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬هناك‭ ‬بحرينيون‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬وفي‭ ‬تخصصات‭ ‬متعددة‭ - ‬بعضها‭ ‬نادرة‭ - ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬الإمساك‭ ‬بزمام‭ ‬تلك‭ ‬الوظائف‭ ‬بل‭ ‬وتطويرها،‭ ‬مروراً‭ ‬بالمهن‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يخجل‭ ‬البحريني‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬ممارستها‭ ‬بل‭ ‬ولم‭ ‬يتكبر‭ ‬عليها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬بدأ‭ ‬الأجنبي‭ ‬يزاحمه‭ ‬عليها‭! ‬وإن‭ ‬حصحصنا‭ ‬الحق،‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬الأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬امتهن‭ ‬المهن‭ ‬المتواضعة‭ ‬ذات‭ ‬الرواتب‭ ‬المتواضعة،‭ ‬بل‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المناصب‭ ‬العليا‭ ‬والوظائف‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬تخصص‭ ‬لها‭ ‬رواتب‭ ‬مجزية‭ ‬والبحريني‭ ‬أولى‭ ‬بها،‭ ‬طالما‭ ‬يملك‭ ‬المؤهلات‭ ‬التي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬توليها‭. ‬ولا‭ ‬ينكر‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عاطلين‭ ‬يتمنون‭ ‬أبسط‭ ‬الوظائف‭ ‬ولا‭ ‬يجدونها‭. ‬

ياسمينة‭:‬

“البحرنة”‭ ‬حق‭... ‬ونطالب‭ ‬بالحق‭. ‬

‭* ‬كاتبة‭ ‬بحرينية