كارثة بحجم وطن

| عبدعلي الغسرة

 لم يفق الشعب السوري من تداعيات الحرب وخسائرها البشرية والمادية حتى أتى الزلزال المدمر الذي زاد من الوجع السوري، وهي كارثة طبيعية ليس للإنسان يد فيها، وفي مثل هذه الكوارث تنسى الدول والشعوب صراعاتها وتنخرط في شراكة إنسانية لإغاثة الدول المنكوبة، وتقدم كل دولة المساعدات المالية والعون الطبي والإغاثي لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من الضحايا، ومن الواجب الإنساني لجميع الأقطار العربية والعالمية المبادرة بذلك. إن المبادرات الخليجية والعربية والأجنبية التي هبت لنجدة سوريا تمثل الطابع الإنساني الحقيقي لعلاقة الدول والشعوب، متجاوزة الخلافات السياسية بالوقوف في خندق واحد مع الشقيقة سوريا، وهي مبادرة إنسانية تفتح الطريق لعودة سوريا إلى كامل حضنها العربي، والعمل جميعًا كفريق عربي واحد من أجل رفع العقوبات الأميركية عن الشعب السوري، وجميلٌ أن تساعد واشنطن تركيا في محنتها، وكذلك تستحق سوريا المساعدة أيضًا. زلزال سوريا لحظة حقيقية تضع العرب أمام مسؤولياتهم الإنسانية تجاه سوريا وشعبها، فهي لحظة العروبة التي تطالب جميع العرب وقادة الأقطار العربية باتخاذ موقف حاسم وإنساني تجاه العقوبات الجائرة ضد الشعب السوري، وهي اللحظة الإنسانية التي تفرض على جميع دول العالم التصرف وفق ما تقتضيه الروح الإنسانية في مواجهة الكوارث، خصوصا في الكارثة الأليمة التي تعرضت لها سوريا وتركيا والتي شلت الحياة في المناطق المتضررة. وهكذا هم الأشقاء في اللغة والإنسانية الذين هبوا لمساعدة المتضررين في الدولتين. وقد أبدت مملكة البحرين تضامنها مع سوريا وتركيا، فقد اتصلت القيادة السياسية البحرينية بالقيادة السورية معزية ومعلنة وقوفها بجانبها، ومؤكدة أن الشعب السوري يستطيع أن يواجه معركة الحياة بقوة وعزيمة من دون تردد أو وجل، وها هي المساعدات تتقاطر عليه من أشقاء وأصدقاء ليتجاوز هذه الكارثة على الرغم من فداحتها وآثارها المدمرة، وستساهم البحرين بتضميد الجراح السورية، وهذا واجب الأخ تجاه أخيه، لعلها تسهم بتقليل ألم الكارثة وتداعياتها، داعين الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء. * كاتب وتربوي بحريني