مواقف إدارية

الذين يقولون ما لا...

| أحمد البحر

اجتمع نائب المدير العام بعدد من طلبة إحدى الجامعات الذين يتلقون التدريب العملي في المؤسسة، وألقى عليهم محاضرة كانت في الواقع عبارة عن تجربته وسيرته الذاتية والمهنية. كان الهدف من ذلك كما قال للطلبة هو الاستفادة من تلك التجارب والدروس في حياتهم المهنية. وتابع قائلًا: يمكنني أعزائي أن ألخّص لكم ذلك في هذه الخاصيّة التي أرى أنها ضرورة أن يتصف بها القائد الإداري وهذه الخاصية هي:  أن نقول ما نفعل ونفعل ما نقول. بعبارة أوضح يجب أن نشرك الآخرين في صنع القرار أو التعرف على القرار قبل البدء في تنفيذه. هذا يهيئ العاملين لاستقبال هذا القرار بإيجابية وحسن التعامل معه نفسيًا ومهنيًا. وهذا يرسخ لديهم المبدأ الذي يقول: كلنا شركاء في إدارة المؤسسة وتطورها وهذا بدوره يعزز الولاء والانتماء لديهم. هذا ما يتعلق بالشق الأول من تلك الخاصيّة.  أما بالنسبة للشق الثاني منها وهو “نفعل ما نقول” فهو في غاية الأهمية للقائد الإداري لارتباطه بالمصداقية أو الصدقيّة. ويمكنني توضيحه لكم أعزائي أكثر فأقول: لا تعطي وعودًا وأنت غير واثق من قدرتك على تنفيذها أو أنك لا تملك القرار الأخير فيها. لأنك إن فعلت ذلك فستصبح لدى العاملين كمن يبيع الهواء. كن متزنًا ولا تعطي وعودًا لتثبت أنك تملك الصلاحيات في ذلك وأنت في الواقع لست كذلك.  انتهى اللقاء وعاد النائب إلى مكتبه. دخل عليه السكرتير قائلًا: اتصل بك أحد الموظفين يريد مقابلتك أو مخاطبتك هاتفيًا ويقول إنك وعدته في حل موضوع عرضه عليك منذ أيام. طالعه النائب باستغراب مبتسمًا وقال: يبدو أنك تأثرت بمحاضرتي للطلبة، أليس كذلك؟