إنقاذ 17 ألف طالب وطالبة

| علي جلال

أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬نجاح‭ ‬88‭ % ‬من‭ ‬الطلبة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬رسوب‭ ‬12‭ % ‬منهم،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬من‭ ‬204‭ ‬مدارس‭ ‬حكومية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬146‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬انتظموا‭ ‬حضوريا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي،‭ ‬فماذا‭ ‬تعني‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام؟‭ ‬وماذا‭ ‬يريد‭ ‬الطلبة‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور؟‭ ‬وكيف‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟

في‭ ‬البداية‭ ‬دعنا‭ ‬نتفق‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬عاشه‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الأول،‭ ‬وهنا‭ ‬نحتاج‭ ‬تحليلًا‭ ‬علميًا‭ ‬مجردًا‭ ‬من‭ ‬الإسقاطات‭ ‬الجاهزة،‭ ‬نحتاج‭ ‬لتوظيف‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬سوسيولوجيا‭ ‬التعليم‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المختصين،‭ ‬وذلك‭ ‬للخروج‭ ‬بالتوصيات‭ ‬العلمية‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬إنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬راسب‭ ‬في‭ ‬امتحانات‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الأول،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬لتعويض‭ ‬الفاقد‭ ‬التعليمي‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ملاحظات‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬الطلاب‭ ‬التي‭ ‬عبروا‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وجمعها‭ ‬وتحليلها،‭ ‬ولا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬لذكرها‭ ‬جميعاً،‭ ‬لكن‭ ‬عبر‭ ‬الكثيرون‭ ‬عن‭ ‬تقليل‭ ‬نسبة‭ ‬أعمال‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬ورفع‭ ‬درجة‭ ‬الامتحان‭ ‬النهائي‭ ‬إلى‭ ‬60‭ ‬بالمئة‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬أعداد‭ ‬الراسبين‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬من‭ ‬المعلمين،‭ ‬فآلية‭ ‬توزيع‭ ‬الدرجات‭ ‬غير‭ ‬جيدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬التصحيح‭ ‬النموذجي‭ ‬واعتماد‭ ‬إجابات‭ ‬نموذجية‭ ‬محددة،‭ ‬ومصادرة‭ ‬حق‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬استشفاف‭ ‬إلمام‭ ‬الطالب‭ ‬بالأشياء‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬فقد‭ ‬الدرجات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬المادة‭ ‬العلمية‭ ‬للمقررات‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تخصيصه‭ ‬للامتحانات،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإخفاق‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬قدرات‭ ‬الطلاب‭ ‬بعد‭ ‬الفاقد‭ ‬التعليمي‭ ‬وعدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬أرقام‭ ‬“التقييم‭ ‬التكويني”،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬تقييم‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬الحصول‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬التغذية‭ ‬الراجعة‭ ‬لتعديل‭ ‬عملية‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬وكذلك‭ ‬تصاميم‭ ‬الاختبارات‭ ‬ووسائل‭ ‬التقييم‭ ‬لتحسين‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعويض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والدعم‭ ‬بشكل‭ ‬يساعد‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬النقص،‭ ‬خصوصًا‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وتيرة‭ ‬التعليم‭ ‬السريعة،‭ ‬وذلك‭ ‬ليلحقوا‭ ‬ببقية‭ ‬الطلاب،‭ ‬فهل‭ ‬ستتم‭ ‬مساعدتهم‭ ‬وكيف‭ ‬سيكون‭ ‬ذلك؟‭.‬

‭* ‬كاتب‭ ‬بحريني