سوالف

اقتراحات نيابية فارغة من المعنى وتحمل بريق الموضة

| أسامة الماجد

لقد حذرنا ككتاب رأي قبل الانتخابات من اختيار الحالات الطارئة التي يصح أن نطلق عليها ظاهرة التناقض في الفكر وعدم معرفة طبيعة المجتمع ومشكلاته وحاجاته وتطلعات وآمال المواطن في المستقبل، لكن مع كل أسف استطاع بعض من وصل إلى البرلمان عبر استراتيجيات خاصة إقناع الناخب بأنه سيؤدي وظيفته بواقع خبرته في الميدان شكلا ومضمونا، ومن خلال برامج ومضامين واقتراحات تصب في المصلحة العامة. استمعنا قبل أيام إلى اقتراحات طرحها بعض النواب فارغة من المعنى ومتخلفة عن الركب وتحمل في طياتها فقط “بريق الموضة” على صعيد الخطاب، بل وكانت حديث الشارع البحريني بمختلف التصورات والمفاهيم، خصوصا أنها تمس حضارة هذه البلاد وعمق جذورها وأهمية الدور الذي لعبته في العالم القديم، ففي الوقت الذي تعمل فيه الدولة على تعزيز الوعي بالذاتية الثقافية الوطنية وتحسين المواقع التراثية وصيانتها، مهما بلغت التضحيات والتكاليف، تخرج مقترحات نيابية لتشويه المواقع التراثية وإلحاق الضرر بها بكل التفاسير والأشكال. المواقع التراثية ذخيرة قومية لا يمكن الاقتراب منها بأي شكل من الأشكال، وتقدم الشعوب مرهون بمحافظتها على تراثها لا هدمه وتحويله إلى مشاريع من وحي الخيال. بالفعل إنه اقتراح كبير يحتم أن تتفرغ له مجموعة من الدارسين والباحثين، كل في جانب تخصصه، مادامت حقيقة هناك يعرفها أصحاب الاقتراح دون غيرهم، وأنماط ووسائل إنتاج يفترض الأخذ بطابعها النظري الدقيق المتبلور. لقد كشفت الجوانب والمعطيات السلبية في عملية اختيار المرشح سريعا، ولا أزال أعود إلى حقيقة وعي المواطن على وجه الدقة، فهو الملام على اختياره لمن يمثله في البرلمان، وينطق بلسانه ويعبر عن حاجاته ومطالبه، وهذه حقيقة واضحة بشكل بارز، وعلى المواطن أن يأكل خبزه الخاص الذي عجنه ويكتشف عظمة مسؤوليته وحصاده بتركيب الجمل واستعمال الفواصل. كاتب بحريني