زبدة القول

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

| د. بثينة خليفة قاسم

مر اليوم العالمي للغة العربية كما يمر كل عام ولم نشعر بذلك اليوم إلا من خلال عدد من الكتابات أو الأنشطة التي تتباكى على اللغة العربية وحالتها التعيسة وإهمال أهلها لها، وبدا الأمر ككل عام وكأننا نحتفل بالذكرى السنوية لموت اللغة العربية. وأنا ككاتبة أعشق اللغة العربية وأبكي كغيري على حالها، لا أملك سوى أن أكتب وأحذر من الحال التي وصلت إليه اللغة بسبب إهمال أهلها لها. لابد أن ندرك قيمة التمكن من اللغة الأم في تكوين الهوية وبناء وتدعيم الثقة بالنفس، ومن ثَمَّ امتلاك أهم أدوات النجاح في الحياة، ولابد أن ننتبه إلى خطورة أن تكون عربيا ولا تملك أدوات اللغة العربية. اللغة الأم ليست مجرد مادة مثل باقي المواد في المقرر الدراسي كالجغرافيا أو الحساب، لكن اللغة الأم هي الهوية والانتماء والثقة، وهي سمة الفرد المثقف، وإجادة اللغة الأم شرط أساسي لتكون لهذا الإنسان القدرة على عبور أسوار النجاح العلمي والعملي والاجتماعي والثقافي والمادي! وقد يعتقد البعض أن إجادة اللغات الأجنبية تكسب الطالب أو الخريج ميزة في مجال العمل والحصول على الوظائف، وهذا صحيح بشرط ألا تكون إجادة اللغة الأجنبية تمت على حساب ضعف اللغة العربية.. الضعف في أساسيات اللغة العربية ليس دليلا على الحداثة وليس دليلا على مواكبة العصر، بل عاهة فكرية ونفسية وعلامة جهل وتخلف وتدن. علموا أولادكم ما شئتم من لغات البشر، لكن لا تتهاونوا في بذل كل جهد ومال من أجل أن يكون إتقانهم العربية إتقانا تاما.

كاتبة وأكاديمية بحرينية