زبدة القول

التغيرات المناخية ومعاناة النساء

| د. بثينة خليفة قاسم

قد يستغرب البعض هذا العنوان على اعتبار أن التغيرات المناخية تؤدي إلى آثار سلبية ومدمرة على العالم كله برجاله ونسائه وبقية ما به من كائنات، وتسبب ارتفاعا لدرجة حرارة الأرض وحدوث فيضانات وكوارث طبيعية واختلالا في نواميس الطبيعة بشكل عام وانقراضا لبعض الكائنات وظهور أمراض خطيرة. لكن الأبحاث والتقارير أثبتت أن تلك التغيرات ستزيد معاناة النساء على وجه الخصوص. والذي يقرأ هذا الكلام قد يصاب بالدهشة للوهلة الأولى ويعتقد أن النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة هم الذين يروجون هذه النظريات ويقحمون المرأة وقضاياها في أزمة المناخ، لكن الذي يطلع على ما جاء في التقارير والأبحاث من أرقام حول تلك الأزمة سيعرف أننا أمام قضية ذات أهمية كبيرة وأن أضرار التغيرات المناخية تتجاوز حدود ما نفكر فيه. فحسب ما جاء في تقرير لـ “صندوق ملالا لتعليم الفتيات” هناك ٤ ملايين فتاة لم تكمل تعليمها بسبب التغيرات المناخية في عام ٢٠٢١، وقال التقرير إنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة فإن التغيرات المناخية ستؤدي إلى حرمان ما لا يقل عن 12.5 مليون فتاة سنويا من إكمال تعليمهن. ويقول المدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية في مصر إن التغير المناخي كان سببا في تخلف الكثير من الفتيات عن الدراسة أو عدم الانتظام فيها، ما يضاعف الفجوة بين الجنسين في المساواة في التعليم، وقد حذرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء في تقرير لها الشهر الماضي من أن تغير المناخ يضاعف التهديدات التي تتعرض لها النساء ويزيد خطر انتشار العنف ضدهن.

كاتبة وأكاديمية بحرينية