إستراحة المحاربة

| شيرين فريد

لا أدري ما الذي مرت به تلك المرأة جعلها تغلق عينيها وقلبها بل وجزء من روحها عن العالم أجمع وتختار التوحد داخل روحها؟! إنها تحيا بلحظةٍ فيها العديد من الأحاسيس المختلطة؛ فقد ساقتها الأقدار إلى منتهاها.. عاشت الألم  وحزن القلب وذاقت مرارة الصبر ثم تبعتها بلحظات سلام وتصالح مع النفس والأقدار، فأغلقت عينيها وقررت النسيان والعفو بل وطي صفحات الماضي الأليم والبدء من جديد..

ربما كانت إستراحة محاربة قررت الغفوة لبرهة من الزمن في ومضات صامتة وكأنها تقول لنفسها "هدئي من روعك يا بُنية.. إلتقطي أنفاس الراحة فالطريق عاثر لكنكِ – في الأخير - منتصرة ".. إنها صحوة النفس والروح وانبعاث طاقة الأمل والطموح.

 أرى أيضًا حاجبين رفيعين في وضع الجُهد ربما بسبب تزاحم الأفكارمع تعابير وجه صامدة مع خدود موردة وجبين مرتفع يدل علي عزة النفس وعلو المكانة.. إنها عالية المقام وأميرة الزمان التي يعز عليها دمعها أن يُذْرَف ألمًا، فمن المتعارف عليه أن اللون الأحمر هو لون عيد الحب لكن مع هذه اللوحة شعرت وكأنه لون لجُرح قديم مغطى بلون الشمس.. لون الطموح والصمود والانتصار،  أما بالنسبة للهالة السوداء فأراها سحابة لطاقة سلبية وأحقاد تندثر شيئًا فشيئا مع سطوع الشمس.. وعبقرية الشخصية التي بدورها تنتصر بنقائها في صراعها ضد الشرالأسود.

إنها لوحة الفنانة الشيخة فجر بنت علي بن راشد آل خليفة منبع الإلهام ومصدر الإبداع صاحبة الريشة الملكية واللوحة الفنية التي لمست قلبي قبل عيني، وهذا كان تعبيرًا عن رأيي المتواضع فيما شعرت به للوهلة الأولي لرؤيتي لها بعدما تفقدت جميع لوحات معرض "مجموعتي" في قاعة صفية كانو للفنون والحرف اليدوية، ذهابًا وإيابًا بين العديد من إبداعاتها الفنية الأخرى.. ثم عدت أدراجي نحو هذا الإبداع الذي رُسم بقلبها، والذي استوقف مشاعري تجاهه.. إنها إستراحة محاربة.