مؤسسات مستدامة مقابل إدارات هرمة

| عباس العمران

كثير من دول العالم اليوم في سباق محموم مع الزمن لبناء مؤسساتها المستدامة التي تضمن لها البقاء ضمن المراكز الأولى والأكثر تقدما في العالم، ليس الأمر سهلاً أن نحافظ على بقاء قوة المؤسسات الرائدة في هذا الوقت؛ ذلك أن إيقاع الزمن قد تغير فصار أكثر سرعة، والأعمال قد تطورت فصارت أكثر تعقيدا، ومتطلبات التنافسية تبدلت بالكامل، وإن لم تسطع مجاراتها وتهيئة مركبك ليمخر عباب بحر التقدّم بأمان؛ غرقت بلا نجاة. المؤسسات المستدامة تقوم على أساس الابتكار والجودة والعدالة. المشكل في الأمر أننا في أغلب الأحيان نمتلك نظاما مؤسسياً قويا لكننا لا نملكُ في المقابل القادرين على إدارته بصورة فاعلة ومطلوبة، فعلى سبيل المثال، واحدة من المعضلات التي قد نعاني منها هي الإدارات الهرِمة؛ الهرِمة فكرًا والتقليدية أداءً، التي اعتادت على العمل ضمن سياق إداري معين، وبوتيرة بطيئة، ربما كان جيدا ومقبولا في فترة مضت، لكنها لم تعد قادرة اليوم على مجاراة التغيير المتسارع، ولا التعاطي مع المستجدات بأفق أرحب، ليس استنقاصا منها لكن المقتضيات قد تغيرت، والخطى المتثاقلة تُبقي المؤسسة في آخر الركب، حتى إن كانت في زمن مضى في أوله، والذي نشهده اليوم في العالم هو تيقظه لهذا الأمر حيث وضع الخطط الحديثة مبكرا، وباشر تنفيذها دون تردد، وبدأ تسكين الطاقات الشبابية المميزة في مفاصل العمل الأساسية، وفي كوادره بشكل عام، وذلك وفق برنامج تدريبي دقيق ومنهجية واضحة، فبدت المؤسسات أكثر حداثة، وأكثر اتساقا مع العصر، وأكثر مواكبة له.. إنه سباق حثيث مع الزمن، والوقت لا ينتظر المترددين كما نعرف. وما ينبغي ذكره والإشادة به في هذا المقام الخطوات الواعدة التي بادر بها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في سبيل العمل على خلق برامج متخصصة، يهدف من خلالها إلى التعرف على القدرات الشبابية المختلفة، ودعمها في الحصول على فرص وظيفية قيادية، تنهض بمؤسساتنا، وتحقق النمو الاقتصادي، وتواجه التحديات، وتتناغم وخططنا الطموحة في التنمية المقبلة إن شاء الله تعالى.

* كاتب بحريني