هيئة الثقافة والآثار... “برافو”

| زهير توفيقي

حقا‭ ‬هي‭ ‬مبادرة‭ ‬رائعة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬ببرنامج‭ ‬“الآثاري‭ ‬الصغير”‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الثانية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬طالب‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة‭ ‬ولمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬متواصلة‭.‬

ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬تجاه‭ ‬حفظ‭ ‬وصون‭ ‬التراث‭ ‬الأثري‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭. ‬وتتمحور‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لبرنامج‭ ‬“الآثاري‭ ‬الصغير”‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬أهمية‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬واليافعين‭ ‬وتكوين‭ ‬ثقافة‭ ‬متعلقة‭ ‬بالقيمة‭ ‬التاريخية‭ ‬للمكتشفات‭ ‬الأثرية،‭ ‬ويعمل‭ ‬الأطفال‭ ‬خلال‭ ‬الورش‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنقيب‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تجهيز‭ ‬الموقع‭ ‬مسبقاً،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يقومون‭ ‬بمعالجتها‭ ‬بأدوات‭ ‬مشابهة‭ ‬لتلك‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الترميم‭ ‬الحقيقية‭. ‬إن‭ ‬إطلاق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬الخلاقة‭ ‬يزرع‭ ‬ثقافة‭ ‬وتاريخ‭ ‬حضارتنا،‭ ‬ويعزز‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬مواهب‭ ‬جديدة‭ ‬وخامات‭ ‬قد‭ ‬تعشق‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬النادر،‭ ‬فتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬حافل‭ ‬ويتميز‭ ‬بالعراقة،‭ ‬والتنوع،‭ ‬فالمملكة‭ ‬تحتوي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬الحضارات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬التي‭ ‬سكنت‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬أهمّ‭ ‬آثارها‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬بحصن‭ ‬البحرين،‭ ‬أو‭ ‬قلعة‭ ‬البرتغال،‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المعالم‭ ‬الأثرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مسجد‭ ‬الخميس‭ ‬ومعبد‭ ‬باربار‭ ‬الذي‭ ‬بُني‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬بـ‭ ‬3000‭ ‬سنة،‭ ‬وهو‭ ‬المعبد‭ ‬الديني‭ ‬الأكبر‭ ‬الخاص‭ ‬بحضارة‭ ‬دلمون،‭ ‬وقلعة‭ ‬عراد‭ ‬التي‭ ‬بُنيت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬الميلادي،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حصن‭ ‬دفاعي،‭ ‬وتقع‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬المائية،‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬نملكه‭ ‬من‭ ‬حضارة‭ ‬علينا‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭.‬

وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬عليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تثقيف‭ ‬الطلبة‭ ‬ضمن‭ ‬مناهجها‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تدريس‭ ‬مادة‭ ‬التاريخ‭ ‬والآثار‭ ‬في‭ ‬مناهجها،‭ ‬وتنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬لها‭ ‬بهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تدريسه‭.‬

لاشك‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬تقوم‭ ‬بتنظيم‭ ‬معسكرات‭ ‬صيفية‭ ‬لأبناء‭ ‬العاملين،‭ ‬فبجانب‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬الترفيهية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والرياضية،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تنظيم‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬لمتحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية،‭ ‬كما‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬إذاعة‭ ‬وتلفزيون‭ ‬وصحافة‭ ‬ووسائل‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬تخصيص‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬خطتها‭ ‬وبرامجها‭ ‬لتعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬التثقيفي‭. ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭.. ‬شكرًا‭ ‬لكم‭.‬