قهوة الصباح

قداسة البابا والإمام الأكبر في البحرين

| سيد ضياء الموسوي

قداسة‭ ‬الحبر‭ ‬الأعظم‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬رسالة‭ ‬عالمية‭ ‬يفتخر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬بحريني،‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬بلد‭ ‬منذور‭ ‬للتسامح‭ ‬الديني‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والحضارات‭. ‬لقاء‭ ‬استثنائي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬استثنائي‭ ‬مملكة‭ ‬تتعمق‭ ‬بالعقل‭ ‬وسط‭ ‬عالم‭ ‬يقاد‭ ‬نحو‭ ‬الجنون‭. ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬البحرين،‭ ‬وبفضل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬يحتفلون‭ ‬بتاريخ‭ ‬متجانس‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬وجدت‭ ‬لتكون‭ ‬وطن‭ ‬تعايش‭ ‬ومحبة‭ ‬وسلام‭ ‬وإخاء‭ ‬عبر‭ ‬وطنية‭ ‬متماسكة‭ ‬بأعمدة‭ ‬وحدة‭ ‬وطنية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬الحُكم‭ ‬الحكيم‭ ‬والأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬والشعب‭ ‬الكريم‭. ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬عرفت‭ ‬منذ‭ ‬التاريخ‭ ‬بالتسامح‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر،‭ ‬حيث‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬تجد‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬يمارس‭ ‬معتقده‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأمان‭ ‬وسلام‭.‬

‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬المنامة‭ ‬تجد‭ ‬المأتم‭ ‬بجوار‭ ‬المسجد‭ ‬بجوار‭ ‬كنيسة‭ ‬القلب‭ ‬المقدس‭ ‬بجنب‭ ‬المعبد‭ ‬وكل‭ ‬يحب‭ ‬الوطن‭ ‬و‭ ‬يعبد‭ ‬الله‭. ‬نحن‭ ‬البحرينيين،‭ ‬نفتخر‭ ‬بهكذا‭ ‬تاريخ‭ ‬مكتنز‭ ‬بقناديل‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬الديني،‭ ‬وكم‭ ‬نحن‭ ‬سعداء‭ ‬بهكذا‭ ‬زيارة‭ ‬من‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬الحبر‭ ‬الأعظم‭ ‬وهو‭ ‬يزور‭ ‬مملكة‭ ‬بقيت‭ ‬محل‭ ‬جذب‭ ‬وفخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬للتعايش‭ ‬الديني‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والمعتقدات‭. ‬وما‭ ‬زيارة‭ ‬الحبر‭ ‬الأعظم‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬راسخ‭ ‬ورسالة‭ ‬كبيرة‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والاعتزاز‭ ‬كبلد‭ ‬رغم‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬الانقسامات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬بقيت‭ ‬قلعة‭ ‬تعايش‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬اختراق‭ ‬متطرف‭. ‬يحق‭ ‬لنا،‭ ‬مثقفين‭ ‬وكتاب‭ ‬ومواطنين‭ ‬أن‭ ‬نعتز‭ ‬بهذه‭ ‬الزيارة،‭ ‬ليرى‭ ‬العالم‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬نمتلكه‭ ‬كبنية‭ ‬تحتية‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والحريات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭.‬

فالبحرين‭ ‬أعطت‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬بفضل‭ ‬الحكمة‭ ‬والرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬والمنهج‭ ‬الحضاري‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الآخر‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المعتقد‭ ‬واللون‭ ‬والعرق‭ ‬والقومية‭ ‬وبفضل‭ ‬ثقافة‭ ‬ترسخت‭ ‬منذ‭ ‬عصور‭ ‬على‭ ‬فكر‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر‭. ‬تأتي‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬مع‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أئمة‭ ‬الوسطية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بحوار‭ ‬حضاري‭ ‬يرسخ‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬الأجيال‭ ‬الالتقاء‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والشعوب‭. ‬وهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الحواري‭ ‬الحضاري‭ ‬يرسل‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬أن‭ ‬قدر‭ ‬الأديان‭ ‬هو‭ ‬الالتقاء‭ ‬المشترك‭ ‬والمستقبل‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬الحضاري‭. ‬وما‭ ‬أجمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البحرين‭ ‬محطة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬ومبعثا‭ ‬للإشعاع‭ ‬الحضاري‭ ‬لتأسيس‭ ‬مستقبل‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتسامح‭ ‬والتلاقي‭ ‬التكاملي‭ ‬الحضاري‭.‬