البحرين واللقاء بين الشرق والغرب

| مؤنس المردي

عندما‭ ‬تتصدر‭ ‬دولة‭ ‬بحجم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬وتكون‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وبمختلف‭ ‬قنواتها‭ ‬وتنوعاتها،‭ ‬ووجهة‭ ‬لشخصيات‭ ‬لها‭ ‬وزنها‭ ‬وثقلها‭ ‬الدولي‭ ‬المؤثر،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتأكد‭ ‬أن‭ ‬قائدها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬قد‭ ‬تمكن‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬وحكمة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬متميز‭ ‬ومكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬تجعلها‭ ‬وفي‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬تستضيف‭ ‬الاجتماع‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬لمجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتستقبل‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬بابا‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬تاريخية،‭ ‬وتنظم‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬“حوار‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني”،‭ ‬برعاية‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬فهي‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الكاردينال‭ ‬بيترو‭ ‬بارولين‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬تشكل‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬والحوار‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬مهمة،‭ ‬وتمثل‭ ‬دعوة‭ ‬للقاء‭ ‬بين‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬مثل‭ ‬واقع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬متعدد‭ ‬الأعراق‭ ‬والثقافات‭ ‬والأديان‭. ‬

بينما‭ ‬اجتماع‭ ‬مهم‭ ‬كاجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬الذي‭ ‬سيعقد‭ ‬برئاسة‭ ‬شخصية‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬دينية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهو‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬وبحضور‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس،‭ ‬يكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬فائقة،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬مؤهلاً‭ ‬وقادرًا‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬نموذج‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬وأتباع‭ ‬الديانات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والبحث‭ ‬والنقاش‭ ‬وتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بشأن‭ ‬تحديات‭ ‬العصر‭ ‬والقضايا‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تؤرق‭ ‬البشرية،‭ ‬والتوصل‭ ‬لحلول‭ ‬ومعالجات‭ ‬موضوعية‭ ‬ضمن‭ ‬حوار‭ ‬إسلامي‭ ‬مسيحي‭ ‬بناء‭.‬

إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬يواصل‭ ‬مبادراته‭ ‬الخلاقة‭ ‬ويؤكد‭ ‬حرصه‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬خير‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬برعايته‭ ‬السامية‭ ‬لملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬“حوار‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني”،‭ ‬ليؤكد‭ ‬جلالته‭ ‬فعلاً‭ ‬ودومًا‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬طوال‭ ‬تاريخها،‭ ‬وستظل‭ ‬نموذجًا‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬واحتضان‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والتحاور‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬سيظل‭ ‬معطاءً‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بمبادرات‭ ‬متقدمة‭ ‬وفريدة‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬الحوار‭ ‬البناء‭ ‬والتفاعل‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬وأتباع‭ ‬الديانات‭ ‬المختلفة‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الثرية‭ ‬بتاريخها‭ ‬وإرثها‭ ‬والواعية‭ ‬لدورها،‭ ‬والقادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬تجاه‭ ‬محيطها،‭ ‬والحريصة‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬عالمها‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬وإحداث‭ ‬التناغم‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وشعوبه‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬واستثمار‭ ‬مكانتها‭ ‬الحضارية‭ ‬لإفادة‭ ‬البشرية‭.‬