مواقف إدارية

هل هي فعلاً زلَّة لسان؟

| أحمد البحر

حضرت‭ ‬أخيراً‭ ‬فعالية‭ ‬اجتماعية‭ ‬نظمتها‭ ‬إحدى‭ ‬الجمعيات‭ ‬المهنية‭ ‬لأعضائها‭. ‬ربما‭ ‬أستطيع‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬إحدى‭ ‬السبل‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬التواصل‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭. ‬قد‭ ‬نتفق‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إقامة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬تعد‭ ‬فكرة‭ ‬جميلة‭ ‬وصائبة‭ ‬بل‭ ‬ويمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بالرائدة‭ ‬إذا‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬تواجدها‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬الرسميات‭ ‬ونقل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬العمل‭. ‬والآن‭ ‬أعرض‭ ‬أمامك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭:‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الفعالية‭ ‬طلب‭ ‬عريف‭ ‬الحفل‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬تقديم‭ ‬أنفسهم‭ ‬للأعضاء‭. ‬وفعلاً‭ ‬بدأ‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭. ‬ولكن‭ ‬حدث‭ ‬أمر‭ ‬ربما‭ ‬عكر‭ ‬صفو‭ ‬تلك‭ ‬الفعالية‭ ‬وأدخل‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الارتياح‭ ‬في‭ ‬جوها‭. ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليق‭ ‬غير‭ ‬متوقع‭ ‬وقد‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أصفه‭ ‬بغير‭ ‬اللائق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬الحاضرين‭.‬‭ ‬فماذا‭ ‬قال‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬في‭ ‬تعليقه؟

عندما‭ ‬بدأ‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬حديثه،‭ ‬سمع‭ ‬بعضنا‭ ‬تعليق‭ ‬أحدهم‭ ‬يقول‭ ‬وبصوت‭ ‬خافت‭ ‬للجالسين‭ ‬حوله‭ ‬وهو‭ ‬يضحك‭ ‬بسخرية‭: ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ - ‬يقصد‭ ‬المتحدث‭ - ‬يعمل‭ ‬معنا‭ ‬وأنا‭ ‬قمتُ‭ ‬بفصله‭ ‬من‭ ‬العمل‭. ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬القاسية‭ ‬وغير‭ ‬اللائقة‭ ‬إلى‭ ‬سمعه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتحدث‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬هدوئه‭ ‬واتزانه‭ ‬ولم‭ ‬يُعِرْ‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬واصل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬نفسه‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إرباك‭. ‬ولكنه‭ ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الفعالية،‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬صاحب‭ ‬التعليق‭ ‬وقال‭ ‬له‭:‬

لماذا‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬الحقيقة؟‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬إني‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬قدّم‭ ‬استقالتي؟‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أنت‭ ‬تعرف‭ ‬هذا‭. ‬ثم‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬غير‭ ‬اللائق‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬اجتماعية‭ ‬كهذه؟‭ ‬أنا‭ ‬مستغرب‭ ‬من‭ ‬تصرفك‭ ‬غير‭ ‬السوي‭ ‬هذا‭. ‬تأكد‭ ‬أخي‭ ‬العزيز‭ ‬أني‭ ‬سأظل‭ ‬أحمل‭ ‬لكم‭ ‬ولزملائي‭ ‬في‭ ‬مؤسستكم‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬والمحبة،‭ ‬وأعتبر‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬قبلك‭ ‬زلة‭ ‬لسان‭ ‬فحسب‭.‬