ستة على ستة

مستقبل النظام في إيران

| عطا السيد الشعراوي

يرى كثيرون أن الاحتجاجات التي تشهدها طهران منذ أكثر من شهر والتي فجرتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد ساعات من اعتقالها على يد “شرطة الأخلاق” بسبب طريقة ارتدائها الحجاب، قد تمهد لتغيير في قمة النظام في إيران، وأن الحركة الاحتجاجية الراهنة تختلف عما حدث عام 2009، حين انطلقت تظاهرات ضخمة في عدة مدن إيرانية ضد “تزوير الانتخابات”، وعرفت باسم الحركة الخضراء، وتختلف كذلك عن تظاهرات عام 2017 التي كانت بسبب تردّي الأحوال الاقتصادية، وارتفاع معدّل البطالة، وجذبت أعدادًا أكبر من تظاهرات 2009. الفارق الجوهري هو أن التظاهرات الحالية يومًا بعد يوم ورغم القمع والعنف الموجه ضدها إلا أنها تتسع في دائرتها وتجتذب إليها فئات مختلفة ومدناً إيرانية أكثر بجانب القاعدة الأساسية لها وهي الحركة الطلابية وليس لها سقف محدد في مطالبها، لدرجة وصلت إلى تصاعد كتابة الشعارات المناهضة للمرشد خامنئي ومن بينها “الموت لخامنئي” في أنحاء مختلفة من البلاد. هناك اتفاق على أنه ورغم قوة الاحتجاجات وما تشكله من تحد خطير للنظام الإيراني، لكنها بحاجة لمساعدة خارجية كي تحقق أهدافها في تخليص البلاد من هذا النظام المتسبب فيما يعانيه الشعب من أزمات ومشكلات ضخمة وما يعيشه من حالة اختناق في الحقوق والحريات. ففي مقال مهم بصحيفة “التليغراف” في 20 أكتوبر 2022م لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، نصح الغرب بضرورة دعم الاحتجاجات، وقال “عدة سنوات من القمع، يقاوم الإيرانيون.. ولتحقيق النجاح، يجب على الغرب دعم نضالهم”، واصفا الضغوط الداخلية التي يتعرض لها النظام “الديكتاتوري، العسكري، الديني” في إيران، بأنها الأقوى منذ الثورة الإسلامية عام 1979، مؤكدا أنها ليست مجرد “معارضة” إيرانية جديدة، إنما هي قوة حقيقية مضادة للثورة الإيرانية، وتمثل تحديات آيديولوجية مباشرة لشرعية النظام. يطالب بولتون الغرب بمزيد من الاهتمام بهذه الاحتجاجات وتقديم دعم حقيقي لها لاسيما في مجال الاتصالات، وإنهاء حالة “الهوس” في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 الذي يشغل جل اهتمام العواصم الغربية.