ما وراء الحقيقة

شعارات الابتزاز... إيران نموذجاً

| د. طارق آل شيخان الشمري

حقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الإعلام وحقوق المرأة كلها شعارات في نظر عالم السياسة حيث يلبسها السياسيون والحكومات للدخول في مستنقع ابتزاز الدول، ومتى ما رضخت الدول وتم تحقيق مصالح هؤلاء السياسيين وهذه الحكومات، كما هو الحال مع إيران خلال العقود الماضية، أو متى ما واجهت الدول هذا الابتزاز بكل صلابة كما هو الحال مع الرياض حاليا، فإن هذه الشعارات والتباكي عليها أو التطبيل لها وتسويقها إعلاميا وسياسيا وحقوقيا ينتهي، ولا يتم تحريكها إلا إذا تعرضت مصالح هؤلاء السياسيين وهذه الحكومات مرة أخرى للعرقلة، أو متى ما كان لدى هذه الدول والسياسيين فرصة للابتزاز مرة أخرى. فإيران بقيادة الوثن الصفوي أكبر دولة إرهابية بالعالم وأكبر منتهك لحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحرية التعبير وحرية الإعلام التي يتباكى عليها السياسيون والحكومات منذ أن أعطى هؤلاء السياسيون وهذه الحكومات الضوء الأخضر للخميني لتأسيس ثورته ودعمه بشكل مباشر وغير مباشر. فخلال العقود الماضية، مارست طهران كل أنواع الإرهاب والتنكيل وانتهاكات حقوق الإنسان والمرأة بشكل مقزز لم يحرك دمعة حقيقية وقلبا صادقا لتجار شعارات حقوق الإنسان والطفل والمرأة بالقدر الذي كانوا يمارسونه ضد المجتمع والأمة العربية، حيث شنوا الحملات وتأليب الرأي العام ضد العرب، ومنذ بداية قيادة الخميني لإيران لم تتطرق هذه الحكومات وهؤلاء السياسيون لهذه الانتهاكات إلا بالنذر اليسير، كون مصلحتهم الأولى والأخيرة كانت مع إيران كونها خنجرا لتهديد الأمة العربية والعبث بأمنها كما يحدث بالعراق ولبنان واليمن، وهو ما يخدم مصالح هؤلاء السياسيين وهذه الحكومات بجعل العرب مهددين ومفككين، لكن حينما صفعت طهران الدول الغربية وبدعم روسي وصيني ورفضت مقترحاتهم بخصوص الاتفاق النووي مؤخرا، رأينا الآن كيف أن شعارات حقوق الإنسان وحقوق المرأة عادت من جديد كأحذية يلبسها هؤلاء السياسيون والحكومات للدخول بمستنقع الابتزاز والتباكي على حقوق الإنسان والمرأة الإيرانية التي كانوا يستمتعون بالنظر إلى الانتهاكات بحقها طوال أربعين سنة ماضية.