سوالف

وجود التاجر في البرلمان

| أسامة الماجد

المواطن يشكو من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بنسب متصاعدة فاقت الخمسين بالمئة وأكثر في بعض السلع الغذائية الأساسية، ثم يخرج علينا تاجر ويقول إن دخول التجار مجلس النواب سيخدم المواطن ولن تتعارض مصالحه مع مصالح الشارع والمواطن العادي. في اعتقادنا وبحسب خبرتنا المستفادة من الممارسة، ان كل من يصل إلى البرلمان ينسى المواطن ويتركه مدفونا في الأعماق، إلا من رحم ربي، فقد وصل المستقلون بعد أن صوروا أنفسهم في أعلى صورة، وخذلوا المواطن ولا حاجة لنتأمل ونستنبط، ووصلت الجماعات الدينية وحينها بلغت المرارة الذروة، فكل يوم أصبح المواطن يكتشف كذبة تلو الكذبة جعلته يعيش الكوابيس وهو يشاهد من يدعي التقوى والورع والدفاع عن مصالحه ينجرف للجشع المتوحش لإشباع حاجاته والفوز بأكبر قدر من التسهيلات التي يوفرها مقعد النائب في البرلمان. ووصل من صور نفسه أنه سوبرمان وسيناضل من أجل الدفاع عن المواطن وقضاياه، وهو على أتم الاستعداد للتضحية بـ “راتبه” وما أكثر ما سمعنا هذه العبارة، وفي النهاية تشكلت معان جديدة للسوبرمان بمجرد جلوسه على الكرسي الوثير وتغير إيقاع الحركة، وهي حركة متطورة تنتقل من الأدنى إلى الأرقى، أي حركة تهدف للمصلحة الذاتية فقط. حياة الإنسان كما نعلمها هي لحظة شد وجذب، لكن هل يمكن للتاجر في البرلمان أن يقف ضد مصالحه.. هل من الممكن أن يشغل المواطن البسيط حيزا كبيرا من اهتمامه على حساب مصالحه، على اعتبار أن هناك قرارات تجارية واقتصادية وصراعات أخرى قد تكون ملحمية في جلسات البرلمان.  ليس من الصعب البرهنة التاريخية على أن وجود التاجر في البرلمان، خطيئة فادحة يدفع ثمنها المواطن البسيط والمسحوق، فكل القرارات ستكون بالنسبة له موضع شك وحذر وتخوف لأنها قد تطال مصالحه الشخصية ومشاريعه، ولا نعرف هل هناك حل لهذه المعضلة العلمية.. الله يعلم.