منتخباتنا للفئات العمرية... إلى أين؟

| محمد العليوي

هنا‭ ‬نحن‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬وبالذات‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ونستثني‭ ‬قليلاً‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬“‭ ‬المميزة‭ ‬“‭.‬

ونحن‭ ‬لسنا‭ ‬بصدد‭ ‬اتهام‭ ‬أحد‭ ‬بالتقصير‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬نتائج‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال‭ ‬ولا‭ ‬تعطي‭ ‬مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬فريق‭ ‬وطني‭ ‬قوي‭ ‬للكبار‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬

وهذا‭ ‬يجبرنا‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يؤرق‭ ‬أكبر‭ ‬المتفائلين،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬الجرح‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأمور‭ ‬بحكمة‭ ‬وسلاسة‭ ‬وبأساليب‭ ‬احترافية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬علمية‭ ‬وعملية‭ ‬وبعد‭ ‬دراسة‭ ‬متأنية‭ ‬للنتائج‭ ‬السلبية‭ ‬للمنتخبات‭ ‬العمرية‭ (‬الناشئين‭ ‬والشباب‭ ‬والأولمبي‭) ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬

صرف‭ ‬كبير‭... ‬وفشل‭ ‬ذريع‭!‬

على‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لقد‭ ‬شاهدنا‭ ‬توجه‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬“مشكوراً”‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬جميع‭ ‬فرق‭ ‬المنتخبات‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صرف‭ ‬ميزانيات‭ ‬ضخمة‭ ‬لتجهيز‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬وجلب‭ ‬أجهزة‭ ‬إدارية‭ ‬وفنية‭ ‬عديدة،‭ ‬وإقامة‭ ‬المعسكرات‭ ‬الخارجية‭ ‬العديدة‭ ‬والتي‭ ‬ترهق‭ ‬ميزانيات‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تأتي‭ ‬النتائج‭ ‬سلبية‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والقاري،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تلك‭ ‬المنتخبات‭ ‬تتلقى‭ ‬الهزائم‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬مجاراة‭ ‬المنتخبات‭ ‬المجاورة،‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬

الحل‭ ‬والعلاج‭ ‬لدى‭ ‬إدارة‭ ‬الاتحاد‭ ‬

كلنا‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬الذهبي‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولجانه‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المقلق،‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬وبأسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬

واقترح‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬الرياضية‭ ‬الوطنية‭ ‬لتحليل‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للمنتخبات‭ ‬العمرية،‭ ‬ورسم‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬فريق‭ ‬كروي‭ ‬للكبار‭ ‬قوي‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الطموح‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نتطور‭ ‬فعلاً،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشعارات‭ ‬الرنانة‭!‬

مسابقات‭ ‬الفئات‭ ‬هزيلة‭ ‬واختفاء‭ ‬المواهب

من‭ ‬يتابع‭ ‬مباريات‭ ‬المسابقات‭ ‬والدوريات‭ ‬الخاصة‭ ‬بفرق‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬يلاحظ‭ ‬غياب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬المسابقات،‭ ‬وهذه‭ ‬عملية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الكروي‭.‬

معظم‭ ‬الأندية‭ ‬لدينا‭ ‬تعتبر‭ ‬فرق‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬مجرد‭ ‬تحصيل‭ ‬حاصل‭ ‬“وتكملة‭ ‬العدد”‭ ‬لفرق‭ ‬النادي،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬هذا‭ ‬الإهمال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬توفير‭ ‬أبسط‭ ‬مستلزمات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬تلك‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الملاعب‭ ‬المناسبة‭ ‬والأدوات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتدريب،‭ ‬وكذلك‭ ‬تعيين‭ ‬إداريين‭ ‬ومدربين‭ ‬ومساعدين‭ ‬ومشرفين‭ (‬أي‭ ‬كلام‭) ‬لا‭ ‬خبرة‭ ‬رياضية‭ ‬ولا‭ ‬تخصص‭ ‬واضح،‭ ‬ولا‭ ‬شهادات‭ ‬أكاديمية‭ ‬عالية‭ ‬المستوى،‭ ‬ولا‭ ‬جودة‭ ‬ولا‭ ‬تنظيم‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التدريب‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬التجهيز‭ ‬والتحضير‭ ‬النفسي‭ ‬والذهني‭ ‬والبدني‭ ‬للاعبين‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬التمارين‭ ‬والمباريات‭ ‬الرسمية،‭ ‬والأغلبية‭ ‬يتبع‭ ‬أسلوب‭ ‬“مش‭ ‬حالك”‭ ‬في‭ ‬عمله‭.‬

خلاصة‭ ‬الهجمة‭ ‬المرتدة‭ ‬

إذاً‭ ‬نحن‭ ‬فعلاً‭ ‬جادون‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬الرياضي‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬علينا‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أساس‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬القاعدة‭ ‬الكروية‭ ‬وفي‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬وهو‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الأطفال‭ ‬ونضع‭ ‬خططا‭ ‬مستقبلية‭ ‬قصيرة‭ ‬ومتوسطة‭ ‬وبعيدة‭ ‬المدى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة،‭ ‬واختيار‭ ‬الرجل‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬تخصصه‭. ‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُبنى‭ ‬كيان‭ ‬قوي‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أساس‭ ‬قوي‭ ‬ومتين‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬احترافية‭ ‬بشكلها‭ ‬الصحيح‭ ‬وليس‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬نشاهده‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬أنديتنا‭. ‬‭ ‬ولچ‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬رياضتنا”‭.‬

وختاماً‭ ‬هذا‭ ‬قلمي‭... ‬

إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬وفائدة‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭... ‬فلا‭ ‬خير‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قلم‭.‬