اللاعب المحلي ونقص الثقافة الاحترافية

| محمد العليوي

‭*‬مفهوم‭ ‬الرياضة‭ ‬الاحترافية

كلنا‭ ‬نعي‭ ‬بأن‭ ‬الرياضة‭ ‬بشكلها‭ ‬الصحيح،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هواية‭ ‬أو‭ ‬ترفيه‭ ‬لمضيعة‭ ‬الوقت‭ ‬والتسلية‭!‬

الرياضة‭ ‬أصبحت‭ ‬علما‭ ‬متطورا‭ ‬وفكرا‭ ‬متجددا،‭ ‬أصبحت‭ ‬تجارة‭ ‬مربحة‭ ‬تدر‭ ‬الأموال،‭ ‬أصبحت‭ ‬صناعة،‭ ‬ثقافة‭ ‬ومهنة،‭ ‬أصبحت‭ ‬احترافا‭ ‬يجب‭ ‬اتباعه‭ ‬وتطبيقه‭ ‬بشكله‭ ‬الصحيح‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه،‭ ‬وليس‭ ‬بالشكل‭ ‬“المعوق”‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬ملاعبنا‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬الخليجية‭ ‬أو‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

نعم‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والعربية‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الاحتراف‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية،‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تطبيقه‭ ‬يضاهي‭ ‬وينافس‭ ‬المنظومات‭ ‬الاحترافية‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي؟‭!‬

وهل‭ ‬تستطيع‭ ‬منتخباتنا‭ ‬العربية‭ ‬وإن‭ ‬وصلت‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬بطولات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬للدور‭ ‬قبل‭ ‬النهائي‭ (‬على‭ ‬الأقل‭) ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأولى‭ (‬كرة‭ ‬القدم‭)‬؟‭!‬

تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الاحتراف‭ ‬لا‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬السلم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬نهايته‭ ‬وإنما‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬عتبة‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬الطريق‭ ‬الطويل‭ ‬الاحترافي‭. ‬

‭* ‬هل‭ ‬يملك‭ ‬الرياضيون‭ ‬المحليون‭ ‬ثقافة‭ ‬الاحتراف؟

هنا‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭..‬

مع‭ ‬التوجه‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرياضية‭ ‬لتطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الاحتراف‭ ‬وتحويل‭ ‬الأندية‭ ‬الى‭ ‬شركات‭ ‬تجارية‭ ‬واستثمارية،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬يعتبر‭ ‬الركيزة‭ ‬الاساسية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬كانت،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬زرع‭ ‬ثقافة‭ ‬الاحتراف‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬مبكر‭ ‬جداً،‭ ‬ومن‭ ‬أول‭ ‬ملامسة‭ ‬قدم‭ ‬الطفل‭ ‬للكرة،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ست‭ ‬إلى‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭. ‬

هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬والشيء‭ ‬نفسه‭ ‬لابد‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬الأخرى،‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬النجوم‭ ‬الرياضية‭ ‬بالشكل‭ ‬العلمي‭ ‬الصحيح‭. ‬

ونتمكن‭ ‬في‭ ‬اعتلاء‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬والاستدامة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬والامتحان‭ ‬الحقيقي‭ ‬لاستمرار‭ ‬النجاح‭. ‬

‭*‬إدارة‭ ‬أعمال‭ ‬اللاعب‭ ‬مهمة‭ ‬جداً

على‭ ‬النطاق‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬نرى‭ ‬معظم‭ ‬اللاعبين‭ ‬لا‭ ‬يعيرون‭ ‬أهمية‭ ‬لوجود‭ ‬“مدير‭ ‬أعمال”‭ ‬لهم‭ ‬ينظم‭ ‬حياتهم‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬التمارين‭ ‬والمباريات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاقدات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬مع‭ ‬الأندية‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي،‭ ‬واللاعبين‭ ‬عندها‭ ‬يهملون‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬مسيرتهم‭ ‬الرياضية،‭ ‬فإن‭ ‬مهنة‭ ‬مدير‭ ‬أعمال‭ ‬اللاعبين‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬ولا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬مهنة‭ ‬المدرب‭ ‬أو‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬الفريق،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬اللاعب‭ ‬يحتاج‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬شؤونه‭ ‬الإدارية‭ ‬والتسويقية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحياته‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬خارج‭ ‬الملعب،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬تركيزه‭ ‬منصب‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬ماذا‭ ‬سيفعله‭ ‬داخل‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر،‭ ‬وبذلك‭ ‬حتما‭ ‬سيمتلك‭ ‬الصلابة‭ ‬الذهنية‭ ‬أثناء‭ ‬اللعب،‭ ‬وهذا‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬التألق‭ ‬والتميز‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬مستواه‭ ‬الفني‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭. ‬

خلاصة‭ ‬الهجمة‭ ‬المرتدة‭:‬

أتمنى‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬أشاهد‭ ‬لاعبينا‭ ‬المحليين‭ ‬يخصصون‭ ‬لهم‭ ‬مديري‭ ‬أعمال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬الاحترافية‭ ‬والتي‭ ‬تبدأ‭ ‬قانونيا‭ ‬ً‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬اللاعب‭ ‬أمامه‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬سنة‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬الرياضي‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬بشكلٍ‭ ‬تطويري‭ ‬مدروس‭ ‬وبشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬ولا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يتعرض‭ ‬للإصابة‭ ‬ويبتعد‭ ‬مرغماً‭ ‬عن‭ ‬مزاولة‭ ‬لعبته‭ ‬المفضلة‭. ‬

هذا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نتطور‭ ‬رياضيا‭ ‬ونستطيع‭ ‬بناء‭ ‬فرق‭ ‬أندية‭ ‬ومنتخبات‭ ‬قوية‭ ‬تجاري‭ ‬فرق‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬العالمية‭ (‬حتى‭ ‬لو‭ ‬صبرنا‭ ‬طويلاً‭ ‬لعشر‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭).‬

فنحن‭ ‬قد‭ ‬صبرنا‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬أو‭ ‬نبادر‭.. ‬فلنبدأ‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬وبأساليب‭ ‬احترافية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬فكر‭ ‬علمي‭ ‬وعملي‭ ‬متطور؛‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬خطأ‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يجدي‭ ‬ولن‭ ‬ينفع‭ ‬مستقبلاً‭. ‬

وختاماً‭ ‬هذا‭ ‬قلمي‭:‬

إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬وفائدة‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭.. ‬فلا‭ ‬خيرة‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قلم‭.‬