الحضور الإلزامي أفضل

| عبدعلي الغسرة

أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الدراسة‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬2022م‭ - ‬2023م‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬سيكون‭ ‬حضوريًا‭ ‬وبشكل‭ ‬إلزامي‭ ‬لجميع‭ ‬الطلبة،‭ ‬وقد‭ ‬تمكنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬التعليم‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬ومؤسساته‭ ‬بنجاح‭ ‬أثناء‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وبفضل‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬لمكافحته‭ ‬فقد‭ ‬“صنف‭ ‬مؤشر‭ ‬“نيكاي”‭ ‬الياباني‭ ‬للتعافي‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬البحرين‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًا‭ ‬بـ‭ (‬78‭) ‬نقطة‭ ‬عن‭ ‬تبوء‭ ‬مستوى‭ ‬مؤشر‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬بين‭ (‬122‭) ‬دولة‭ ‬شملها‭ ‬التقييم”‭.‬

وقد‭ ‬تأثر‭ ‬التعليم‭ ‬كثيرًا‭ ‬بأزمة‭ ‬كورونا‭ ‬حيث‭ ‬انقطع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬1.6‭) ‬مليار‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ (‬161‭) ‬بلدًا،‭ ‬وأحدث‭ ‬ذلك‭ ‬اضطرابا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬وأهاليهم،‭ ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاضطراب‭ ‬بحسب‭ ‬قدرات‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬المالية‭ ‬واستعداداتها‭ ‬التقنية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فوارق‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الأُسر‭ ‬على‭ ‬تملك‭ ‬جهاز‭ ‬الحاسوب‭ ‬وصعوبة‭ ‬اتصالهم‭ ‬بالإنترنت،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المُساندة‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬لذا،‭ ‬لم‭ ‬تجن‭ ‬ثمار‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬إلا‭ ‬الأُسر‭ ‬الأفضل‭ ‬حالًا‭.‬

ومع‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُمكنه‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬أهداف‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬من‭ ‬تقنيات‭ ‬وتلفزيون‭ ‬وإذاعة‭ ‬وبرامج‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬الإلزامي‭ ‬للمدارس‭ ‬أفضل‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فالحضور‭ ‬سيعزز‭ ‬مشاركة‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الدروس‭ ‬وفهمها‭ ‬أكثر،‭ ‬ويستطيع‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مع‭ ‬أقرانهم،‭ ‬وتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬العِلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والوجدانية،‭ ‬وتعلم‭ ‬كيفية‭ ‬تطوير‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬والجانب‭ ‬المُشرق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أي‭ ‬تغير‭ ‬يطرأ‭ ‬حول‭ ‬مسار‭ ‬الجائحة‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬لآخر‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تدابير‭ ‬وإجراءات‭ ‬مؤكدة‭ ‬لصد‭ ‬كل‭ ‬آثارها‭ ‬القادمة‭.‬

إن‭ ‬فتح‭ ‬المدارس‭ ‬وبحضور‭ ‬الطلبة‭ ‬الإلزامي‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬استمرارية‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬استوطنت‭ ‬الجائحة‭ ‬بلادنا،‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬التعليم‭ ‬الإلزامي‭ ‬تمثل‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬التصدي‭ ‬للجائحة‭ ‬وبوتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وبشعور‭ ‬مُتجدد‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والأُسرية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬حصول‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬تعليم‭ ‬متساوية،‭ ‬والتعليم‭ ‬الحضوري‭ ‬سيقضي‭ ‬على‭ ‬عيوب‭ ‬ونواقص‭ ‬التعليم‭ ‬الافتراضي،‭ ‬خصوصا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬الطلبة،‭ ‬وتقييم‭ ‬مكتسباتهم‭ ‬العِلمية‭ ‬تقييمًا‭ ‬حقيقيًا‭.‬