سوالف

حسابات كسرت أواني السنع.. ومتابعون عقولهم في إجازة

| أسامة الماجد

يبدو‭ ‬أن‭ ‬عقول‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬طويلة،‭ ‬ونعني‭ ‬بهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬غلبت‭ ‬عليهم‭ ‬الأمية‭ ‬والذين‭ ‬يتهافتون‭ ‬كالذباب‭ ‬لمتابعة‭ ‬حسابات‭ ‬مهرجي‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ونوافذهم‭ ‬وأبوابهم‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬مصراعيها‭ ‬للغباء‭ ‬والانحطاط‭ ‬والتنقل‭ ‬وسط‭ ‬لهيب‭ ‬الثرثرة‭ ‬والمحتوى‭ ‬الهابط‭.‬

الصديق‭ ‬العزيز‭ ‬عيسى‭ ‬الحمادي‭ ‬نشر‭ ‬كلمة‭ ‬معبرة‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬بالإنستغرام‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬“كمية‭ ‬التفاهة‭ ‬والنزق‭ ‬والسماجة‭ ‬والانحطاط‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬تطاق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنصات،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬استجداء‭ ‬الشهرة‭ ‬أو‭ ‬المال،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬لذاته‭ ‬وحفظ‭ ‬سمعة‭ ‬ورزانة‭ ‬ووقار‭ ‬نفسه‭ ‬وأسرته‭ ‬ومجتمعه”‭.‬

المهرجون‭ ‬هؤلاء،‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬واضح،‭ ‬ملتزمون‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭ ‬بالطريق‭ ‬المرسوم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الهدف‭ ‬الكبير،‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يعملون‭ ‬إلا‭ ‬وفق‭ ‬مراحل‭ ‬متناسقة‭.. ‬إنها‭ ‬المحطات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعلن‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬عند‭ ‬وصول‭ ‬القطار‭ ‬إليها،‭ ‬لكن‭ ‬القطار‭ ‬سائر‭ ‬نحو‭ ‬الهدف‭ ‬النهائي،‭ ‬وأهم‭ ‬أسرار‭ ‬نجاحهم‭ ‬الزائف‭ ‬إخفاء‭ ‬الهدف‭ ‬الأخير‭ ‬بدخان‭ ‬إعلامي‭ ‬كثيف‭ ‬مع‭ ‬حجبه‭ ‬عن‭ ‬العيون‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬معينة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتأثر‭ ‬الهدف‭ ‬الكبير‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬وهو‭ ‬الشهرة‭ ‬والمال‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.. ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يتخيله‭ ‬الإنسان‭.‬

الانحلال‭ ‬الخلقي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬وكسر‭ ‬أواني‭ ‬السنع‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬ذروته،‭ ‬ومعظمها‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الانحراف،‭ ‬وتلبس‭ ‬الكعب‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬المخاطر،‭ ‬والجميع‭ ‬يعرف‭ ‬الوجوه‭ ‬وما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬سموم‭ ‬وأفكار‭ ‬منحرفة،‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬نجم‭ ‬الشباك،‭ ‬وهذا‭ ‬اللقب‭ ‬يترجم‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬مادية‭ ‬تؤهل‭ ‬صاحبها‭ ‬لعقد‭ ‬الصفقات‭.‬

الرقابة‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬تمثل‭ ‬جانبا‭ ‬مهما‭ ‬لحماية‭ ‬الأسرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬من‭ ‬الانحراف،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬أولئك‭ ‬المهرجين‭ ‬والتصدي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬ويعرض‭ ‬ولا‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬تقاليدنا‭ ‬الاجتماعية‭. ‬الشرطة‭ ‬البنغالية‭ ‬قبضت‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬يدعى‭ ‬“هيرو‭ ‬الوم”‭ ‬وأجبرته‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬إقرار‭ ‬رسمي‭ ‬بعدم‭ ‬الغناء‭ ‬نهائيا‭ ‬بسبب‭ ‬قبح‭ ‬ورداءة‭ ‬صوته‭ ‬“النشاز”،‭ ‬وما‭ ‬بالنا‭ ‬بشخصيات‭ ‬مشهورة‭ ‬تفسد‭ ‬الأخلاق‭ ‬وتغتسل‭ ‬من‭ ‬رائحة‭ ‬الانهيار‭ ‬المشوهة‭ ‬في‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬