حرب الجارين (1)

| فرات البسام

ذكرت بمقالات ولقاءات عدة أن العراق يشكو من تصدع في نظامه السياسي الذي أتى للعراق في 2003م بعد الاحتلال الأميركي، وقد وصل الشعب العراقي إلى مرحلة المواجهة والصدام مع بعض أحزاب السلطة التي تتهم من قبل الشعب بولائها لإيران وولاء بعضها إلى جهات عدة، حيث جرت انتخابات برلمانية في العراق بتاريخ 10 – 10 - 2021م، وفاز في الانتخابات التيار الصدري التابع إلى رجل الدين مقتدى الصدر الذي يعتبر من أسرة ذات مكانة دينية ومرجعها عربي قح، لذلك أصبحت لديه جماهير كبيرة في العراق. وقد وقف هذا التيار بوجه أحزاب تتهم بولائها إلى إيران، والتي سيطرت على حكم العراق منذ 2003م، لكن التيار الفائز طرح فكرة جديدة للخروج من الأزمة السياسية بالعراق والخروج من المحاصصة والسياسة الطائفية بتشكيل كتلة كبيرة من أطياف الشعب العراقي من الكرد والعرب السنة والعرب الشيعة، لكن الأحزاب الحاكمة رفضت بقوة، ما أجهض توجه تشكيل حكومة أغلبية، وأدى إلى استقالات التيار الصدري الذي يملك 73 مقعدا من البرلمان، وتوجهه إلى الشارع الموالي للصدر، حيث أعلن الصدر في تاريخ 15 – 7 - 2022م بصلاة مليونية دعا لها أنصاره بوضع تسعة شروط للسماح لتلك الأحزاب بتشكيل الحكومة أهمها عدم ترشيح أي شخص ممن شاركوا بالعملية السياسية منذ 2003م، أو من عليهم ملفات فساد، وأيضا تقديم السراق للقضاء وتقديم الخدمات، لكن الأحزاب التي تقف بالضد من توجه الصدر قامت بترشيح محمد السوداني وهو وزير سابق لعدة وزارات ومحسوب بحسب الساسة العراقيين على حزب الدعوة، وعلى حزب دولة القانون الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. الأمر الذي أدى لخروج جماهير التيار الصدري بثورة عارمة قادتهم لدخول المنطقة الخضراء المحصنة، والتي تضم مقرات الرئاسات الثلاث وسكن الرؤساء والسياسيين البارزين، ودخول مبنى البرلمان العراقي وإعلان الاعتصام المفتوح حتى تلبية طلبات تيارهم، ويعتبر الكثير أن ما وصل له الشعب هو صدام ومواجهة بين النفوذ الإيراني وبين جمهور التيار الصدري العراقي، وهو محاولة للحد من نفوذ إيران في العراق حسب رؤية المحللين والسياسيين العراقيين والغربيين.