زبدة القول

إنذار جديد للطبيعة

| د. بثينة خليفة قاسم

لم نكن نتخيل ولا في الأحلام أن نرى هذا الكم من السيول التي ضربت بعض المناطق في دولة الإمارات العربية الشقيقة وخلفت مشاهد لم نرها في حياتنا في دولة خليجية.

ولا يفوق هذا المشهد من حيث الغرابة سوى درجات الحرارة الشديدة التي ضربت بعض الدول الأوروبية بمعدل لم تره شعوب أوروبا في حياتها.

كل شيء أصبح ممكنا إذا في ظل التغيرات المناخية المخيفة الناتجة عن اعتداء الإنسان على الطبيعة.

قبل سنوات كنا نظن أن ما يقوله علماء البيئة والناشطون في مجال البيئة أمر لن يقع على المدى القريب، لكننا أصبحنا نرى كل يوم ظاهرة عجيبة ودمارا جديدا، فقبل سيول الإمارات ودرجات الحرارة الشديدة في أوروبا، شهدنا أمطارا وسيولا عارمة في الهند، وشهدنا زلازل مدمرة في باكستان، ورأينا انزلاقات أرضية في فنزويلا والمكسيك، ولا أحد يدري أين يمكن أن تقع كوارث جديدة في المستقبل القريب.

الإمارات دولة ذات إمكانيات كبيرة من كل النواحي، فاستطاعت التحرك بسرعة وقامت بإنقاذ وإيواء آلاف المتضررين، لكن الدول ذات الإمكانيات الضعيفة ماذا ستفعل لمواجهة غضب الطبيعة العارم؟

هذه الظواهر العجيبة تثبت أن ما قام به العالم حتى الآن لمواجهة التغيرات المناخية ليس كافيا لموقف احترار الأرض وما ينتج عنه من كوارث.

والمسؤولية الكبرى تجاه ما يحدث تقع على عاتق الدول الصناعية الكبرى التي تستهلك الكم الأكبر من الطاقة، وتطلق الكم الأكبر من الانبعاثات الضارة، وتجبر العالم كله على دفع الثمن.