صَاحِب الإسم المُسْتعار

| شيرين فريد

يُدعى السيد (أ.ع.ح) في بطاقة هويته لكن الجميع يُلقبونه ب (م)، لا أستطيع نطق حرف الميم كما أنني أكره الأسماء المستعارة.

منذ عرفته وهو رفيق دربي ووالد إبني الوحيد (ز) حياتنا مستقرة كأسرة هادئة سعيدة محدودة الدخل؛ فكل ما نملكه نوهبه للإستمتاع بأوقاتنا معاً ولسعادتنا وسعادة ولدنا. نسكن بشقة صغيرة علي أطراف المدينة لكننا نشعر ونحيا بها وكأنها قصر أثري قديم الطراز مُغطي جدرانه بنقوش فرعونية أما عن سقف قصرنا فهو عالي جداً ومزين بالثريات المرصعة بالكريستالات تتلألأ في كافة أرجاء المكان لتجعله مبهرآ للنظر ومشرحآ للصدر.. نتبارز أياً منا يستريح علي جانبه المفضل علي الأريكة لأننا لا نمتلك سوي واحدة صغيرة فقط ، يحوم الطفل حولنا في سعادة ويشتكي الجيران والمارة من أصوات ضحكاتنا.

إنه عالمنا.. وطننا ومصدر أماننا إنها التفاصيل التي يغلفها الحب الصادق بإحكام حتي لا تنفلت إطاراتها لزوبعات وملمات الحياة . إنه العشق الذي ما إذا تسلل لروح جعل من حياتها جنة وجعل من أرضها سماءاً وجعل من قفارها أنهاراً عذبة.

الشيء الوحيد الذي يحمي الإنسان من الانهيار هو "الشعور بالحب" و بأن وجوده مهم، وكما قال أحدهم "لو سألتني عن الحب، لحدثتك كيف يحوّل شخص واحد فقط، بإتصال واحد فقط، برسالة واحدة فقط، بكلمة واحدة فقط، حياة شخص آخر من العدم إلي الوجود،من التعب إلي العافيه،  كيف يعيد له رئتيه. وملامحه وضحكته، وشعوره بالرغبة في الحياة أكثر؛ فالحب شيء أقرب لنفخ الروح ".

حقاً إنَ الحب الفعلي هو ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة إجتهاد شخصى نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر، ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة... الحب هو أرواح تُعشق وليس وجوه ، الحب هو الجوع السَمَاوي للروح التي تألفها.. الحب هو صداع الرأس ومسرات القلب وأحزانها.