وداعا يا صاحب القلب الأبيض والابتسامة المشرقة

| سلمان إبراهيم الحوطي

فقدت مملكة البحرين يوم الاثنين الماضي أحد رجالات البحرين الأوفياء والمخلصين من التربويين المتميزين الذين أفنوا حياتهم في قطاع التربية والتعليم بمملكة البحرين عقودا طويلة وهو الأستاذ  والمربي الفاضل خليفة محمد الحوطي (رحمه الله) ممن قضوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن ومضوا جلّ حياتهم في أحد أهم مجالات العمل بوزارة التربية والتعليم، حيث تخرّجت على يديه أجيال لا زالوا يدينون له بالفضل بعد المولى عز وجل في تعليمهم.

كـــان الأستاذ خليفة مثالا للمربي والقيادي الفاضل والقدوة الحسنة، شديد الدقة في التعامل مع تربية الأجيال لم يكن يغفل لحظة واحدة عن أداء واجبه التربوي بكفاءة وجدارة ومحبة، على الرغم انني لم اتشرف بأن اكون أحد تلاميذه حتى عندما تم تعيينه مديــراً لعدد من المدارس الابتدائية والثانوية ولكن بشهادة جميع من رافقوه وتتلمذوا على يديه حيث عرفته مدارس مملكة البحرين تربوياً مخلصاً صاحب جهد لا يفتر وعزيمة لا تهدأ يصل نهاره بليله في مجال عمله الذي أحبّه وأعطاه الغالي والنفيس من وقته وصحّته وجهده، ولم يبخل عليه بأي شيء طوال حوالي ثلاثين سنة أمضاها في رحاب هذه المهنة المقدّسة سواء في صفوف التحصيل الدراسي مع المعلمين أو في وظائف مديري المدارس التي تدرّج فيها ليكون فيما بعد مديراً لإدارة التعليم الابتدائي التي هي من أكبر وأهم الإدارات التعليمية بوزارة التربية والتعليــــم.

لقد تم اختياره وتعيينه لهذا المنصب بسبب إخلاصه وكفاءته التي شهد بها جميع من درس على يديه أو تعامل معه حتى أصبح أحد أبرز الأعلام والنماذج التربوية التي يُشار إليها بالبنان في مملكة البحرين في مجال التربية والتعليم.

ادت حـــالة من الحزن الشديد بين التربويين والأساتذة الذين رافقوا الأستاذ خليفة عقب علمهم بوفاته وتباري تلاميذ وزملاء الراحل في نعيه، وذلك بنشر ذكرياتهم معه، وأشادوا به وبعلمه والمحبة التي كان يتمتع بها بين الجميع من حوله اولهم الدكتور عبدالله يوسف المطوع الذي كتب مقالاً بصحيفة الايام بعنوان " وانطفأتْ الابتســــامة" بعدها مقالاً للأستاذ كمـــال الديب بصحيفة الوطن بعنوان " خليفة الحوطي الذي لا أنســــاه" بالإضافة إلى العديد من المقالات التي كتبها  الأستاذ جمــال زويد منذ تعرض الأستاذ خليفة للحادث المروري الذي أصيب على أثره إصابة بليغة قبل حوالي 10 سنوات والكثير من الشخصيات الوطنية الذين نعو المربي الفاضل.

رحــــم الله عمي الأستاذ خليفة الحوطي وداعا يا صاحب القلب الأبيض والابتسامة المشرقة، رحمك الله وغفر لك كثر ما أوجعني رحيلك وأكثر.