زبدة القول

ملاحظات على زيارة بايدن وقمة جدة

| د. بثينة خليفة قاسم

زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة العربية السعودية الشقيقة ومن قبلها إسرائيل في هذا التوقيت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من صعوبات اقتصادية وزيادة في التضخم بشكل غير مسبوق، وآثار الحرب الروسية الأوكرانية، وعلاقة كل ذلك بانتخابات الكونجرس الأميركي القريبة ومخاوف الديمقراطيين من فوز الجمهوريين بالأغلبية، كل هذا يؤكد الأهمية الكبيرة للمملكة العربية السعودية والعرب عموما بالنسبة للمصالح الأميركية في هذه الظروف. وقد صدرت إشارات كثيرة خلال لقاء بايدن مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وخلال قمة جدة تبين أن الأمور أصبحت مختلفة، وأن الولايات المتحدة بحاجة ماسة للعرب، وأن العلاقات الاستراتيجية مع العرب أمر يهمها بنفس الدرجة التي تهم العرب، وقد بدا ذلك من خلال الحوار بين سمو الأمير محمد بن سلمان وبايدن والموضوعات التي طرحت، وحتى من خلال أسئلة الصحافيين وردود بايدن عليها. والملاحظة المهمة أيضا رغبة القادة العرب في العمل على حل أزمات المنطقة في الوقت الراهن، والتي عكستها كلماتهم خلال قمة جدة بشكل مبشر. الخلاصة من خلال المشهد العربي الحالي أننا الآن أمام لحظة مواتية بالنسبة للعرب لتحقيق المصالح العربية، وما نريده هو الاستخدام الصحيح الناجح لهذه اللحظة سواء فيما يتعلق بحل الأزمات العربية الحالية، أو فيما يتعلق بالعلاقات الأميركية العربية وتحقيق متطلبات الأمن القومي العربي، ولن يتحقق الاستخدام الصحيح للحظة الحالية إلا باتفاق عربي وإصرار عربي على الاستفادة من الحالة الأميركية والعالمية الحالية.