فجر جديد

حقيقة لا لبس فيها

| إبراهيم النهام

كان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬إدارة‭ ‬ندوة‭ ‬“أداء‭ ‬النواب‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطنين”،‭ ‬والتي‭ ‬نظمها‭ ‬مجلس‭ ‬الدوي‭ ‬بالمحرق‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬بمشاركة‭ ‬النواب‭ ‬خالد‭ ‬بوعنق‭ ‬ومحمد‭ ‬بوحمود‭ ‬ومحمد‭ ‬عيسى،‭ ‬وبجلسة‭ ‬وصفت‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬بالساخنة‭ ‬شعبياً،‭ ‬والغاضبة‭.‬

وما‭ ‬حدث‭ ‬يومها‭ ‬باختصار،‭ ‬ومن‭ ‬بعد‭ ‬مداخلات‭ ‬النواب،‭ ‬والضيوف‭ ‬من‭ ‬نشطاء‭ ‬سياسيين،‭ ‬ومرشحين،‭ ‬ومواطنين‭ ‬عاديين،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬نواب‭ ‬المجلس‭ ‬المنصرم‭ ‬“ممن‭ ‬لم‭ ‬يحضروا‭ ‬الأمسية”،‭ ‬وضعوا‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬والمرشحون‭ ‬الجدد،‭ ‬بأدائهم‭ ‬السيء،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لا‭ ‬يحسدون‭ ‬عليه،‭ ‬بسبب‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬تسببوا‭ ‬به،‭ ‬وما‭ ‬فعلته‭ ‬أيديهم‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬مقنع،‭ ‬لتمرير‭ ‬نائب‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬يرفضه‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬أوصلوه‭ ‬للمجلس‭ ‬بأصواتهم،‭ ‬ووقفتهم‭ ‬معه،‭ ‬ومساندتهم‭ ‬له،‭ ‬ومن‭ ‬يخذلهم‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬غير‭ ‬أمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬وهذه‭ ‬المواقف‭.‬

بعض‭ ‬النواب‭ ‬وأقولها‭ ‬آسفاً،‭ ‬وبكل‭ ‬دورة‭ ‬تشريعية،‭ ‬ينسون‭ ‬فور‭ ‬دخولهم‭ ‬المجلس‭ ‬أنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬الناس،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يمثلوا‭ ‬أنفسهم،‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬تجدونهم‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬بعالم‭ ‬آخر،‭ ‬وفي‭ ‬حسابات‭ ‬أخرى،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬حين‭ ‬كانوا‭ ‬مرشحين‭ ‬ضعفاء،‭ ‬يستجدون‭ ‬رضا‭ ‬الناخبين‭ ‬وقبولهم‭. ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب،‭ ‬وفي‭ ‬تصويت‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬سابق‭ ‬لاقى‭ ‬رفضا‭ ‬شعبيا،‭ ‬وحين‭ ‬سألته‭ ‬يومها‭: ‬لماذا‭ ‬صوت‭ ‬بـ‭ ‬“نعم”؟‭ ‬فأجابني‭ ‬ببساطة‭: ‬لأنني‭ ‬مقتنع‭ ‬بالمشروع‭. ‬فسألته‭ ‬مجدداً،‭ ‬وهل‭ ‬الناس‭ ‬كذلك؟‭ ‬تطلع‭ ‬لي‭ ‬بصمت،‭ ‬ومط‭ ‬شفتيه،‭ ‬ثم‭ ‬صمت‭.‬

غضب‭ ‬رواد‭ ‬مجلس‭ ‬الدوي‭ ‬يومها‭ ‬على‭ ‬النواب‭ ‬الموجودين،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أدائهم‭ ‬الجيد‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬هو‭ ‬غضب‭ ‬طبيعي‭ ‬جاء‭ ‬نتاج‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يعيشونها‭ ‬اليوم‭ ‬بمرارة،‭ ‬ومن‭ ‬الخذلان‭ ‬الذي‭ ‬لاقوه‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الشارع،‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬لا‭ ‬تمثله،‭ ‬ولا‭ ‬تقربه‭.‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الماضي،‭ ‬من‭ ‬مناوشات،‭ ‬وتصويتات‭ ‬ضد‭ ‬إرادة‭ ‬الناس،‭ ‬أوصل‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للناخبين‭ ‬بحجم‭ ‬الخطأ‭ ‬الفادح‭ ‬الذي‭ ‬وقعوا‭ ‬فيه،‭ ‬حين‭ ‬فضلوا‭ ‬نواب‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نظرائهم،‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬أفضل‭ ‬منهم،‭ ‬وأكثر‭ ‬وفاء،‭ ‬وصدقاً‭.. ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭.‬