مواقف إدارية

الإبداع... هل يصبح ثقافة مؤسسية؟

| أحمد البحر

يسعدني سيدي الرئيس ونيابة عن الجهاز الإداري والفني أن أهنئك على حصولك على جائزة الفكرة الإبداعية الممنوحة لك وباستحقاق من قبل مجلس الإدارة. في الواقع نهنئ أنفسنا بهذا الإنجاز المميز لك شخصيًّا. تابع نائب الرئيس: في الحقيقة الجائزة تستأهلك فهذه هي المرة الثالثة التي تفوز بها وبجهد شخصي. لا شك أن هذه الأفكار الإبداعية التي تخلقها قد ساهمت وبشكل فاعل في تطور مؤسستنا والتي نفخر بأنها تعمل تحت قيادتك الإدارية المميزة والمهنية.  في رده على كلمات النائب قال الرئيس التنفيذي: شكرًا على تهنئتكم لي. تحضرني الآن مقولة جميلة وأخالها ذات علاقة قريبة بموضوع حفلنا هذا وهي ربما تعبر عما أريد التأكيد عليه وتسند ما سأقوله. تابع الرئيس وبصوته الهادئ المتزن: يقول أحد الاختصاصيين الممارسين للعمل الإداري: إن دور القائد الإداري الخلّاق ليس في تملّكه وحده لكل الأفكار المبدعة أو أن يكون هو المصدر الوحيد لها، وإنما في قدرته على خلق ثقافة مؤسسية يستطيع من خلالها الجميع من المشاركة وتقديم تلك الأفكار وأن هذه الأفكار هي محل تقدير واهتمام. وتابع الرئيس قائلًا: أعتقد أن محتوى تلك المقولة تنطبق وبشكل كبير على المتحدث إليكم الآن، فأنا أعترف بأني لم أنجح في توفير المناخ المناسب والمشجع والحاضن للإبداع والابتكار في هذه المؤسسة والدليل واضح للجميع. أنا الرئيس التنفيذي أصبحت مستحوذًا ومحتكرًا هذه الجائزة لـ 3 مرات متتالية. بعبارة أكثر وضوحًا لم يشارك أحد من الزملاء في هذه المسابقة غيري، علمًا أن الهدف من وراء هذه الجائزة هو المشاركة في التطوير المستمر للعمليات في مؤسستنا وختم الرئيس حديثه قائلًا: لذا أطلب من زملائي أعضاء الإدارة التنفيذية ومسؤولي الموارد البشرية وضع خطة عملية لتأسيس وحدة تنظيمية تكون مهامها بناء وترسيخ ثقافة الإبداع ووضع الأنظمة التحفيزية المناسبة لها، وتكوين لجنة مستقلة من الاختصاصيين تكون مهامها النظر في الأفكار الإبداعية المقدمة ويكون لها القرار الأخير والنافذ. سيدي القارئ، ما رأيك في اعتراف الرئيس التنفيذي وتعليماته؟