جو بايدن.. وإعادة ضبط هندسة العلاقات الأميركية العربية

| د.خالد زايد

الحديث عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن منتصف هذا الشهر للسعودية، حيث سيشارك في القمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية والأردن والعراق، تؤكد أن الرئيس الأميركي سيعمل خلال هذه الزيارة على إعادة ضبط هندسة علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع المملكة العربية السعودية. والجميع يعلم أن العلاقات السعودية الأميركية مرت بفتور واضح وتوتر ملحوظ منذ تولي بايدن الرئاسة مطلع 2021، إلى جانب مواقفه المعروفة والمعلن عنها منذ حملته الانتخابية وتصريحاته وشعاراته المعادية للسعودية، لذا يبدو لي أن الرياض تصرفت بعقلانية سياسية راقية في ترتيبها هذه القمة، والتي أتت في وقت مناسب للجميع لما يشهده العالم من أحداث وصراعات وانعكاسات متغيرة على جميع الأصعدة، لتضع الإدارة الأميركية أمام مسؤولياتها، وإعادة النظر في ملفات حلفائها ومصالحها المختلفة تجاههم. وستكون هذه القمة الأميركية الخليجية العربية المرتقبة فرصة للدول العربية لأن تقدم مشاريعها للولايات المتحدة، خصوصاً على المستوى الأمني الذي تطالب فيه دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، على أن تلتزم به إدارة بايدن وألا تكون هناك مفاجآت من واشنطن تجاه هذه الملفات المهمة والحساسة، ومن أهم هذه الملفات ملف المفاوضات النووية الإيرانية. وأجمع الكثير من المحللين السياسيين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية حسب ما أشارت إليه بعض معاهد الدراسات، أن زيارة الرئيس الأميركي تأتي لتؤكد دعم الولايات المتحدة أمن المنطقة وسلامتها، في وقت يمر فيه العالم بمرحلة اقتصادية وسياسية صعبة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.  لذا يجب أن تستثمر الدول الخليجية والعربية هذه القمة في تقديم مشروعها الأمني الاستراتيجي، وأن يكون هناك تنسيق وتشاور خليجي عربي لمواجهة مختلف التحديات.