ستة على ستة

المفاوضات وخيبة الأمل الأميركية

| عطا السيد الشعراوي

يبدو أن الدول الكبرى التي تتفاوض منذ فترة طويلة دون جدوى حتى الآن مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي شعرت بنوع من التشاؤم، فلجأت إلى تغيير المكان على أمل إحداث الفارق المنتظر، ورحبت قطر باستضافة الحوارات غير المباشرة التي تمت مؤخرًا وعلى مدى يومين بين واشنطن وطهران، برعاية أوروبية. إلا أنه على ما يبدو، فإن مفاوضات الدوحة تأخذ نفس مسار مفاوضات جنيف من حيث استمرار النهج الإيراني المماطل والابتعاد عن صلب القضايا وإشغال المفاوضين بقضايا ثانوية بغرض التشويش، وهو ما أصبح واضحا بإعراب أميركا في 29 يونيو 2022 عن خيبة الأمل “لعدم إحراز أيّ تقدّم في المفاوضات غير المباشرة التي أجريت بينها وبين إيران في الدوحة، لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، موضحة أن إيران رفضت الاستجابة لمبادرة الاتّحاد الأوروبي، وعملت على إثارة قضايا لا تمس الاتفاق النووي مباشرة، مرجحة عدم وجود قرار إيراني محدد تجاه هذا الاتفاق حتى الآن. اتفق راعي المحادثات، الاتحاد الأوروبي مع الرأي الأميركي في هذه النتيجة، إذ أعلن منسّق الاتحاد في المفاوضات “إنريكي مورا” أنّ محادثات الدوحة لم تسفر عن “التقدّم” الذي يأمله الاتحاد، وهو ما يؤكد موضوعية التقييم الأميركي لمفاوضات الدوحة. إيران تحاول إيهام الدول الكبرى بأنها راغبة في التوصل لاتفاق، إلا أن الهدف الحقيقي لها هو الحوار ليس كوسيلة كما يفترض فيه لحسم الاتفاق النووي، إنما كغاية في حد ذاته لكسب الوقت دون التعرض لمضايقات وضغوط أشد من قبل الأطراف المعنية، خصوصا أنها تعلم طبيعة الظرف الدولي وحاجة الغرب إليها واضطراره للصبر عليها وتحاول الحصول على مكاسب مجانية، لذا لم يجد مستشار الفريق الإيراني المفاوض محمد مرندي غضاضة في القول: “إنّ المفاوضات لم تفشل بعد، فالتوقعات لم تكن تشير إلى أنّ المفاوضات ستنتهي إلى حلّ إيجابي في يومين فقط”، مضيفًا “الأوروبيون اليوم أكثر اهتماماً بإيران، لأنهم بحاجة إلى نفطها، بسبب الحرب في أوكرانيا، مطالبا برفع العقوبات قبل تطبيق الاتفاق النووي من جديد”.