سوالف

إطلاق جائزة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للشعر

| أسامة الماجد

يربط صلاح عبدالصبور بين الشاعر والفيلسوف في قران واحد، ذلك أن هؤلاء هم أقدر الناس على الرؤية الصحيحة للحياة البشرية والتوغل في الذات ورؤية ما لا يراه الناس العاديون الغارقون في حياة يومية متسارعة الخطوات، وقد كان الشعر للعرب العلم الذي لا علم بعده، وله أهمية كبيرة في حياتهم. وكواحد من المهتمين بالثقافة أتمنى أن تكون هناك جائزة سنوية تحمل اسم الشاعر الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيب الله ثراه، هذه الشخصية الفذة في تاريخ الفكر والثقافة في مملكة البحرين، وصاحب الإسهامات العظيمة الجادة في ميداني الفكر والثقافة، منطلقا من عشقه البحرين ومحبته تربتها وتعلقه الشديد بمجتمعه وتراثه وغيرته عليه. جائزة سنوية تحمل اسم “جائزة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة للشعر” يتولى التحكيم فيها نخبة من النقاد والأدباء المتخصصين، وتكون للدواوين والمخطوطات الشعرية النثري والعمودي والتقليدي، على أن تشرف عليها هيئة الثقافة وتكون على المستوى الرسمي، وذلك تخليدا لشاعر البحرين الكبير ونبل رسالته الإنسانية، كما أن هذه الجائزة ستعلي قيمة الأدب والأدباء باعتبارهم مرآة عصرهم ودورهم الخلاق في القيم الرفيعة والغايات النبيلة. عندما احتفلت مصر بعيد ميلاد نجيب محفوظ الرابع والتسعين، عام 2005 كتبوا “نحن مدينون لك” كتحية له، وخصصت مجلة الهلال الشهيرة عددا بأكمله عن نجيب محفوظ وأسمته “عش ألف عام” معبرة عن ذلك بنفاذ إبداعه لقلوب وعقول القراء، والقول ينطبق على الشاعر الشيخ عيسى بن راشد رحمه الله الذي يحق لنا أن نفاخر به مثلما تتفاخر الدول بجبران خليل جبران، والشابي، وطه حسين والحكيم وغيرهم من كل الجنسيات واللغات، فشعره رحمه الله تخطى الحدود والإقليميات وساهم في الثقافة العربية خلقا وابتكارا وإبداعا، وفي سجله آيات خالدة وتراث شعري باق متجدد على وجه الدهر.