سوالف

تأجيل الأقساط... مشاتل الفرح المغطاة برائحة الحمى

| أسامة الماجد

محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج قال في تصريح لـ “البلاد” على هامش مشاركته في منتدى التعافي الاقتصادي إن المصرف المركزي يدرس موضوع تمديد تأجيل تسديد القروض الشخصية مع البنوك دون الخوض في تفاصيل، وقبل أيام طالب أيضا عدد من النواب بالمثل، ولغاية اللحظة لم تحسم هذه القضية. استطاع قرار تأجيل الأقساط الشخصية للمواطنين تغيير الوضع بعض الشيء منذ بداية الجائحة ولغاية الآن، فزاد دخل الأسرة وانتعش السوق بالجملة والتجزئة، وعاش المواطن من أصحاب الدخل المحدود في “بحبوبة مؤقتة”، واشتعلت قناديل السعادة في البيوت، واختفت صرخات الديون وملاحقة البرادات وطوابير الدائنين الذين كانوا معلقين على أبواب الناس مثل الأجراس، وبالرغم من نسبة الأرباح التي ستجنيها البنوك من توقيف القروض، إلا أن المواطن كان له رأي آخر على اعتبار أنه يملك الحقيقة ولا غيرها، وهي أن حياته لن تستمر بدون القروض، فهي الوتر الذي يلمع ويبرق ومقبض الباب الذهبي الذي سيفتح أمامه مشاتل الفرح المغطاة برائحة الحمى. لقد ُربط المواطن من أصحاب الدخل المحدود بحبال القروض، ولن يكون عنده أي فرق في أن يكون رابحا أو خاسرا طالما ستبتلعه البنوك في جوفها وستبقيه على مائدتها الخضراء أضعافا مضاعفة على مر الأجيال، لهذا وكما هو واضح في الصورة العامة لن يتعجل في رفض قرار تمديد وقف الأقساط لستة شهور أخرى إن تمت الموافقة من الجهات ذات العلاقة، ولن يلتفت إلى الأرباح لأنه لم يعد يطيق هضم المعاناة والمعارك غير المتكافئة بينه وبين التجار، ومعظم المواطنين الذين قرروا وقف أقساط قروضهم الشخصية طوال هذه الفترة لم يفكروا في رقم الأرباح وشكل الجبر الهندسي ومنهجية الحلول الرياضية التي تبدع فيها البنوك، بقدر ما فكروا في استلام رواتبهم كاملة في هدوء وفرح. لننتظر حتى تتسع الرؤية وترتسم ملامح المرحلة القادمة، ولكن الشيء المؤكد هو رغبة المواطن في مرور الليالي والأيام والشهور ويديه مطرزة بذهب الراتب الكامل.