فجر جديد

“بشخطة قلم”

| إبراهيم النهام

كل مواطن يئن ويعاني، وتتعطل مصالحه، هو بسبب شخص لم يؤد واجبه كما يجب، وكما يرضي الله، فلو كان الحال كذلك، لكان الناس بغير حالهم الآن. مسؤولون يتعالون على المراجعين، ويتهربون من الناس، ويتجنبون المساجد والأماكن العامة، ليكفوا عن نفسهم أذى السؤال، وأذى المطلب، وأذى شرح الحال. فإذا كان الأمر به هذا الضيق عليهم والخنق والتأفف، فلم لا يتركون هذه المناصب من الأصل؟ أمر غريب وعجيب نراه ونسمعه من الناس اليوم، وكل يوم، فالبعض - وأقول البعض - كلما علت رتبته الوظيفية ومنصبه، وزادت صلاحياته، ارتفع معها منسوب الغبن والجبن، وضعف أخذ القرار، “بشخطة قلم”. كلما ارتفع نجمه، أصبح أكثر ابتعاداً عن الناس، وأكثر خوفاً وارتعاداً من ملاقاتهم، تحت ذريعة الحذر من عدم منح الفرصة للمتربصين، ممن يبحثون وينبشون الزلات عنه هو، “عشان يطيرونه من الكرسي”، والحل هو وقف أخذ القرارات، والتأني بها حتى إشعار آخر. الجبن في هذه المواقف الحرجة، إشكالية كبيرة لا يدفع ضريبتها إلا البسطاء من الناس، حين تغلق الأبواب في وجوههم، وحين تختفي الحلول، وحين يتصدد عنهم صاحب الحل، ويكون مرتعداً من السؤال والطلب، وكأن أبواب جهنم قد فتحت له على مصراعيها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كم مسؤولا من هذه الشاكلة قابلتم، ورأيتم؟ وما الحل من وجهة نظركم؟.