ميثاق الزواج

| حنان سيف بن عربي

الزواج ميثاق غليظ، وعقد رباني، يجمع بين كل زوجين على المحبة والسكن والإخلاص، ولكننا نرى أنه زادت في الآونة الأخيرة معدلات الطلاق في المحاكم الشرعية في مملكة البحرين، فاكتظت المحاكم، وهدمت البيوت، وتفككت الأسر وانهارت، الأمر الذي اثر سلباً على استقرار المجتمع وتطوره.. وبين هذا وذاك من الضحية؟! أهو الزوج؟ أم الزوجة؟ أم الأبناء؟!! وبرأيي أن جميع هذه الأطراف ضحايا، فالزوج ضحية لحظة غضب والزوجة ضحية طيش الزوج بالإضافة إلى إهمالها وتقصيرها لمسئولياتها كأم وزوجة.. أما الأبناء... تعرضوا للضياع، والإهمال، وأصبحوا فريسة سهلة لمتصيدي الضعفاء، الأمر الذي سبب خطورة لهم ولمستقبلهم، فالطلاق له آثار سلبية حتى على المدى البعيد، حيث أن هذه الطفلة أو الطفل سيكبران يوماً، بعقلية غير مستقرة وتحمل أفكار سلبية عن الزواج والحياة الزوجية، بالإضافة إلى استهانتهم بالعقد الرباني، كون أبيهم وأمهم قدوتهم الذين لم يعالجوا مشاكلهم بعقلانية، واستعانوا بأبغض الحلال لحل مشاكلهم.. وإنني وبكل أسى وعندما أشاهد المشاكل الزوجية لأبناء الجيل الحالي أراها تتصف بالتفاهة والسطحية، فلا الزوج لديه الحكمة لمعالجة الأمور، ولا الزوجة لديها الصبر لحل مشاكلها الزوجية، فهناك نقص شديد وحاد في توعيتهم بخطورة الطلاق وسلبيته..  وإنني ادعو من هذا المنبر كل زوجين ووالدين يجمع بينهما الأبناء ام لا يجمع بنيهما سوى العشرة، عدم اتخاذ قرار الطلاق إلا بعد الذهاب لمن يصلح بينهما، والنظر في الأمور الإيجابية في الشريك، والاستعاذة بالله عند الغضب، وترك الطلاق آخر الحلول،ومحاولة قيام كل من الزوج والزوجة بواجباتهم دون تقصير والبحث في الأسباب التي أدت لزيادة هذه المشاكل بتحضر وعقلانية، وكوني امرأة فإنني أدعو النساء إلى التحلي بالصبر والحكمة والمنطق في التعامل مع المشاكل الزوجية ف إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ.. وأنت عزيزتي امرأة صالحة عندما تحافظين على زوجك وزواجك وأبنائك وتتنزهين عن التوافه. يحكى أن هناك بيتاً عاش فيه الأطفال في أمن وسلام وحب ووئام في حضن أبيهم وأمهم.. تخيلي ابنك أو ابنتك تستهل مقدمة قصتها بهذه الطريقة! مؤلم جداً أن يرى الطفل أمه وابيه في حالة انفصال بينما يرى باقي أقرانه وسط أحضان والديهم، وأختم مقالي هذا وكلي أمل أن يقرأه كل أب وكل أم.. استعينوا بالله، أصلحوا مشاكلكم بهدوء وروية، لاتهدموا بيوتكم وتشتتوا أبناءكم، واجعلوا الله أمامكم في كل خطوة تخطونها، وأبناؤكم ثم أبناؤكم ثم أبناؤكم.