سوالف

لا يوجد عبقري بدون لمسة من الجنون

| أسامة الماجد

حياة الإنسان مليئة بالأسرار، وكما نقول دائما "لله في خلقه شؤون"، فهناك مقاييس خاصة للإبداع والعبقرية لا يمكن تخيلها من أشخاص ربما لا يعرفون القراءة والكتابة، وتحصيلهم العلمي صفر، وقد يعانون من عدم التوازن في حياتهم.

في "فريجنا" شخصية محبوبة جدا وبسيطة إلى أبعد الحدود، والجميع يعرف تعلق هذا الشخص بالأفلام الهندية إلى حد الهوس، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة في عالم "بوليوود" السينمائي منذ بداية السبعينات، فعلاوة على معظم الأفلام الهندية التي شاهدها على مر سنوات، كان يشتري أشرطة الكاسيت القديمة الملونة ليستمع إلى أغاني الأفلام، ويحتفظ بها في مكتبة كبيرة جدا تحتوي على أشرطة فيديو وكاسيت وملصقات، وعندما تطلب منه على سبيل المثال شريط كاسيت لأحد الأفلام يتجه فورا إلى المكتبة ويخرجه لك من بين مئات الأشرطة، وجميعها متشابهة، وليس عليها أي حرف ولا شيء ليستدل به، فقط يعتمد على ذاكرته، وعندما تسأله عن أبطال أي فيلم هندي يخطر على بالك، قديما أو جديدا، وشرح قصته، تصعق بإجابته الفورية الوافية عن الفيلم، وكأنه المنتج أو المخرج.

ترى ما الذي جعل هذا الشخص يتفوق بهذه الصورة في تذكر الأشياء رغم أنه لا يعرف القراءة والكتابة، كان اهتمام الباحثين متوجها نحو علاقة الإبداع الفني والعلمي بالقدرات العقلية للأفراد المبدعين دون الالتفات إلى شخصياتهم وعلاقتها بالإبداع، لكن هناك دراسات قليلة تشير إلى أن الأشخاص المبدعين يميلون إلى الانطوائية، ويتميزون بالاكتفاء الذاتي والتمركز الذاتي وعدم الاستقرار العاطفي كصاحبنا، فالقدرات الإبداعية يمكن التنبؤ بها من اتجاه الفرد الاجتماعي واهتمامه بالتعامل مع الأفكار والأشياء بدلا من الأشخاص، وكذلك يمكن التنبؤ بها من قدرته على بذل الجهد المتواصل والجدية في العمل، أما السمات العصابية فيمكن اعتبارها دليلا على دوافع الأفراد المبدعين، وأن المستوى العالي لدوافعهم قد يساهم في إبداعهم.

صدق من قال لا يوجد عبقري بدون لمسة من الجنون.