ياسمينيات

رغم عقوقكم يحبونكم

| ياسمين خلف

من أقسى الملفات اللي اشتغلت عليها في الصحافة، ملف عقوق الأبناء، ولقاءتي مع أمهات وآباء تركوهم أبناؤهم في دور العجزة، كانت القصص مؤلمة، وتصيّح. تشوف شقد في قلوب حجر وما تعرف الرحمة، لدرجة أن بعضهم حتى ما يكلف على نفسه يتصل لأمه أو أبوه، وإذا الممرضين اتصلوا فيهم عشان يكلمون آباءهم كانوا يتجاهلون اتصالاتهم، وإذا ردوا عليهم قالوا ليهم: لا تتصلون مرة ثانية إلا إذا بتبلغونا عن وفاته أو وفاتها!

لهذه الدرجة ويمكن أكثر.

والله كانوا هالكبار في السن يدعون لأبنائهم بالخير والصحة، وما يطاوعهم قلبهم أنهم يدعون عليهم، أو ينتظرون قصاص الله فيهم...هذا هم مرميين في دور العجزة وأولادهم عاقينهم.

إحنا في شهر رمضان المبارك والكريم، ومثل ما علموكم آباؤكم على صيامه وقيامه... لازم تعرفون أن رضا الله من رضا الوالدين عليكم.

وأن بر الوالدين واجب مثل ما هو واجب عليكم الصيام... زوروهم... اسألوا عنهم... شاركوهم وجبة الفطور والسحور كل ما تقدرون... وكونوا وياهم... قبل لا يرحلون... وترحل عنكم السعادة الحقيقية.

ياسمينة:  حتى ولو كنتم عاقين... لا يزالون يحبونكم يدعون لكم بالسعادة والهداية.