مواقف إدارية

أريد أن أصل إلى منصبك ولكن..

| أحمد البحر

في إحدى حلقات النقاش وبعد انتهائه من إلقاء محاضرته سأله أحد الحضور: أنت تقول بأنك وصلت إلى منصبك الحالي، الرئيس التنفيذي، بعد أكثر من عشرين سنة وتنقلت خلال هذه الفترة من مؤسسة إلى أخرى وتقلدت مناصب ومسؤوليات عدة وصعدت سلم الترقي عتبة عتبة. سؤالي إليك سيدي، وأرجو أن تتحملني، هو: كيف أستطيع اختزال هذه الفترة لأصل إلى منصبك الحالي؟ وتابع السائل: أعتقد أن الظروف قد تغيرت الآن وبات باستطاعتنا تحقيق ذلك في مدة أقصر بكثير، ما رأيك؟

 بعد صمت دام للحظات وكأنه لم يكن يتوقع مثل هذا السؤال، أجاب المحاضر: نعم، ربما تستطيع أن تكتسب بعض المهارات والمعرفة وبعض الخصائص المهمة للقائد الإداري في فترة زمنية أقل بكثير كما تفضلت ولكن هل يمكنك اختزال متطلبات حصولك على أهم تلك الخصائص وهي خاصية الحكمة؟ هذه الخاصية ربما لا نتعلمها من الكتب أو من خلال برامج التدريب والتطوير فقط. وواصل المحاضر قائلًا:

 فالحكمة يا عزيزي، هي تراكمات من الخبرات والتجارب والعلوم فكيف تستطيع اختزال هذه العناصر؟ كما نعلم جميعًا فإن الرئيس التنفيذي يمتلك أهم صلاحية وسلطة في المؤسسة، إنها سلطة اتخاذ القرار. وهذا من أصعب وأعقد الأمور. صدقني يا عزيزي إنها مسؤولية عظيمة تحتاج إلى الكثير من الحنكة والخبرة والاتزان والجرأة. الرئيس التنفيذي هو القبطان الذي يمسك بدفة السفينة ليبحر بها ويوصلها إلى وجهتها بسلام. قد يواجه في طريقه العواصف والتقلبات في حال البحر ولكنه يعرف كيف يتصرف وكيف يواجه هذه الأمور.

وتابع المحاضر: ربما أستطيع أن أختصر لك عزيزي السائل كل ما ذكرته آنفًا في رد أحد الرؤساء التنفيذيين عندما سئل عن شعوره وهو يخرج على التقاعد فقال: أحس بأن ثقلًا قد أزيح من على صدري. ما رأيك سيدي القارئ؟