نجاح رئيسك هو نجاح لك.. أليس كذلك؟
| أحمد البحر
ناول نائب الرئيس التنفيذي ملف المشروع لأحد مديريه طالبًا منه دراسته وإعداد عرض مختصر لأهم عناصره ومحتواه وتقديمه في الاجتماع القادم للإدارة التنفيذية والذي سيحضره رئيس مجلس الإدارة. حدد النائب موعد إنجاز هذه المهمة ومنح المدير صلاحية التواصل مع ذوي الاختصاص للاستفادة من خبراتهم وآرائهم كما وأنه بين أهمية هذا المشروع وضرورة تنفيذه.
إيمانًا منه بأهمية دوره في المؤسسة وبأن نجاح رئيسه هو نجاح له، فقد قام المدير وكعادته بدراسة الملف دراسة متأنية ومتعمقة كما وأنه استشار أصحاب الخبرة والاختصاص للاستفادة من آرائهم. حرص المدير على إنجاز المهمة قبل الموعد المحدد وعرضه على رئيسه لإبداء الرأي والمشورة. اعتاد المدير أن يضع 3 خيارات في ختام أي عرض أو دراسة يقدمها وتبيان الخيار الأنسب في رأيه مع شرح الأسباب وهذا ما أكسبه رضا رئيسه وثقته.
سيدي القارئ، يقول جيفري ج. فوكس في كتابه الشيق والمهم “كيف تصبح رئيسًا تنفيذيًا” في هذا السياق “استمع بعناية واهتمام إلى ما يطلبه منك رئيسك، امنحه أكثر مما يطلبه واحرص على إنجاز الطلب قبل التاريخ الذي يحدده لك” انتهى. كما ويؤكد فوكس على أن صعود سلم ترقيتك يبدأ، بل إنه مرتبط بترقية رئيسك، وترقية رئيسك تعتمد على نوعية وجودة الأعمال والمهام التي يقدمها للإدارة العليا أو لمجلس الإدارة.
قد يمكنني القول سيدي القارئ وربما تسندني خبرتي في العمل الإداري وفي مؤسسات مختلفة أن أتفق وبدرجة جيدة مع ما ورد في الاقتباس السابق، فأداؤك المميز وحرصك على وضع رئيسك دائمًا في الصورة يجعلك في دائرة اهتمامه ويعمل على إعدادك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتأخذ منصبه متى ما صعد هو إلى منصب أعلى.
هناك عنصر مهم آخر سيدي القارئ يجب التركيز عليه عند قيامك بأداء أي مهمة لرئيسك المباشر وهو الحرص على الدقة وتفادي عمل الأخطاء. لأن الخطأ يبقى في ذاكرته وربما يبني عليه انطباعًا غير إيجابي عن كفاءة أدائك من الصعب تغييره أو محوه. هذا إضافة إلى أن هذا الخطأ قد يعرض رئيسك نفسه للمساءلة ويضعه في موقف صعب عند عرضه للموضوع أمام زملائه في الإدارة التنفيذية وربما أمام مجلس الإدارة. ما رأيك سيدي القارئ في عنوان هذه المقالة والمحتوى؟