رؤيا مغايرة

هل عطلت “الاتكالية” مستقبلنا؟!

| فاتن حمزة

لا‭ ‬أؤيد‭ ‬مطلقاً‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬اتكاليين‭ ‬نفتقر‭ ‬النظرة‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬النهوض،‭ ‬والعمر‭ ‬يمضي‭ ‬حتى‭ ‬نفاجأ‭ ‬بعد‭ ‬زمن‭ ‬بأن‭ ‬القطار‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬والشيب‭ ‬ملأ‭ ‬الرأس،‭ ‬والطاقة‭ ‬اللازمة‭ ‬للكفاح‭ ‬والإنتاج‭ ‬اضمحلت‭ ‬وأصابها‭ ‬الفتور‭ ‬لكبر‭ ‬السن‭ ‬واعتلال‭ ‬الجسد،‭ ‬لتنعكس‭ ‬أحوالنا‭ ‬السيئة‭ ‬على‭ ‬أبنائنا‭ ‬اجتماعياً‭ ‬وفكرياً‭ ‬بتوارث‭ ‬مفاهيم‭ ‬خاطئة،‭ ‬واختيار‭ ‬أبسط‭ ‬الحلول‭ ‬بالمكوث‭ ‬طويلاً‭ ‬والانتظار‭ ‬لتفسد‭ ‬“الاعتمادية”‭ ‬مفاهيمنا‭ ‬وأخلاقنا‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬طموحنا،‭ ‬لنكون‭ ‬متكلين‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬تعاملاتنا‭ ‬اليومية‭.‬

لقد‭ ‬أخرت‭ ‬الاتكالية‭ ‬اكتشافنا‭ ‬قدراتنا‭ ‬وكفاءاتنا،‭ ‬وحصرت‭ ‬حدود‭ ‬تفكيرنا‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬وشغلتنا‭ ‬عن‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬لنعيش‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬تعطل‭ ‬تقدمنا‭ ‬وتزيدنا‭ ‬إحباطا،‭ ‬علينا‭ ‬تصحيح‭ ‬مسارنا‭ ‬بتدارك‭ ‬الأخطاء‭ ‬وتغيير‭ ‬رؤيتنا‭ ‬للمستقبل،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بعقول‭ ‬ناضجة‭ ‬واعية‭ ‬وسواعد‭ ‬نفخر‭ ‬بها‭ ‬بدل‭ ‬الجلوس‭ ‬والعيش‭ ‬على‭ ‬أحلام‭ ‬باتت‭ ‬بزماننا‭ ‬شبه‭ ‬مستحيلة‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بعصاة‭ ‬سحرية‭ !‬

تعددت‭ ‬الطرق‭ ‬والوسائل‭ ‬لتحويل‭ ‬فكرنا‭ ‬الاتكالي‭ ‬لفكر‭ ‬خلاق‭ ‬منتج‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأحلام‭ ‬بخطوات‭ ‬ثابتة،‭ ‬حيث‭ ‬تقودنا‭ ‬رغباتنا‭ ‬وأمنياتنا‭ ‬لرسم‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬كوننا‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬بنائه‭ ‬ونجاحه،‭ ‬يجب‭ ‬تغيير‭ ‬واقع‭ ‬فرض‭ ‬علينا‭ ‬الخمول‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الغير،‭ ‬وشل‭ ‬قدراتنا‭ ‬وحبس‭ ‬أنفاسنا‭ ‬وجعل‭ ‬مصير‭ ‬مستقبلنا‭ ‬أسيراً‭ ‬بيد‭ ‬الآخرين،‭ ‬يجب‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬حاضرنا‭ ‬باستغلال‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬لنا‭ ‬أبوابا‭ ‬قد‭ ‬تبدل‭ ‬مصيرنا‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭ ‬باكتشاف‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬الإبداعية‭ ‬بنا‭ ‬بصقلنا‭ ‬مهارات‭ ‬تعدنا‭ ‬لمواكبة‭ ‬العصر‭.‬