دور الدراسات العلمية في تطوير النهج الأمني

| عادل عيسى المرزوق

طرح‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مرتكزات‭ ‬مهمة‭ ‬بشأن‭ ‬توظيف‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬وأثرها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬النهج‭ ‬الأمني،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬2021،‭ ‬أثناء‭ ‬حفل‭ ‬تخريج‭ ‬الفوج‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬الملكية‭ ‬للشرطة،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوظيف‭ ‬مهم‭ ‬لصياغة‭ ‬السياسات‭ ‬الشرطية‭ ‬للتعامل‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬المستقبل‭ ‬بتحدياته‭ ‬المتعددة‭.‬

ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المرتكزات‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬ثمارها‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬أكثر‭ ‬وهي‭ ‬مسابقة‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬للبحوث‭ ‬العلمية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬مشاركاتها‭ ‬ومستوى‭ ‬الأبحاث‭ ‬المقدمة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مجال‭ ‬المشاركة‭ ‬مفتوح‭ ‬لجميع‭ ‬الباحثين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭ ‬لمواكبة‭ ‬منتجات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬معالي‭ ‬الوزير،‭ ‬باعتبارها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بمسيرة‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬بالوزارة‭ ‬وتغطية‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تلبية‭ ‬المتطلبات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتنمية‭ ‬القدرات‭ ‬والمهارات‭.‬

العصر‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فيه‭ ‬فصل‭ ‬التنمية‭ ‬عن‭ ‬الأمن،‭ ‬والمتغيرات‭ ‬المتسارعة‭ ‬ترسخ‭ ‬أهمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والدراسات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وحينما‭ ‬استقبل‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمعهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬بواشنطن‭ ‬السفير‭ ‬وليام‭ ‬روبوك،‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬وتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتقدير‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث،‭ ‬فالدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬الجديدة‭ ‬والمتسارعة‭ ‬هي‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬فهم‭ ‬واضح‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والظواهر‭ ‬والمشكلات،‭ ‬لاسيما‭ ‬الجرائم‭ ‬المنظمة‭ ‬عبر‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬كالإرهاب‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والمخدرات‭ ‬والقرصنة‭ ‬باعتبارها‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬الإجرام‭ ‬شديد‭ ‬الخطر،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيرًا‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬تصنيف‭ ‬تقدمها‭.‬

في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬نفخر‭ ‬بكفاءات‭ ‬علمية‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬التطوير‭ ‬المنشود،‭ ‬والدراسات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬تعتبر‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الأولويات،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬الباحثون‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬مستقبلًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بدراساتهم‭ ‬وأبحاثهم‭ ‬الحديثة‭.‬