نبض العالم

لن تفوز بالأبطال يا الخليفي!

| علي العيناتي

في‭ ‬سيناريو‭ ‬غريب‭ ‬ومفاجئ‭.. ‬ودع‭ ‬باريس‭ ‬سان‭ ‬جيرمان‭ ‬منافسات‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الضيق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انحنى‭ ‬أمام‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬في‭ ‬السنتياغو‭ ‬بيرنابيو‭ ‬بثلاثية‭ ‬النجم‭ ‬الفرنسي‭ ‬كريم‭ ‬بنزيما‭.‬

وفي‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬كانت‭ ‬مهيأة‭ ‬أمام‭ ‬باريس‭ ‬لتجاوز‭ ‬عقبة‭ ‬الفريق‭ ‬الملكي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنهى‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬متقدما‭ ‬بهدف‭ ‬مبابي‭ ‬الذي‭ ‬بنفسه‭ ‬قد‭ ‬حسم‭ ‬مواجهة‭ ‬الذهاب‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أكبر‭ ‬المتفائلين‭ ‬من‭ ‬جماهير‭ ‬المرينغي‭ ‬يضع‭ ‬أي‭ ‬آمال‭ ‬لإحداث‭ ‬“ريمونتادا”‭ ‬ساحقة‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬باريس‭ ‬كان‭ ‬الأفضل‭ ‬ذهابا‭ ‬وفي‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬إيابا‭.. ‬بيد‭ ‬أنها‭ ‬قوة‭ ‬الشخصية‭ ‬وعظمة‭ ‬كيان‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬قالت‭ ‬كلمتها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬وانقلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الباريسيين‭ ‬المعتادين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الهزائم‭ ‬أوروبيا‭.‬

قلناها‭ ‬مسبقا‭ ‬وسنعيدها‭ ‬

مجددا‭.. ‬إدارة‭ ‬باريس‭ ‬متخبطة‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬تعلم‭ ‬كيف‭ ‬تُدار‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭.. ‬فهي‭ ‬تؤمن‭ ‬فقط‭ ‬بمبدأ‭ ‬تكديس‭ ‬اللاعبين‭ ‬“السوبر”‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراكز‭ ‬اعتقادا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيصنع‭ ‬للفريق‭ ‬الشخصية‭ ‬والقوة‭ ‬الفارقة‭.. ‬بيد‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬مطلقا‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬المواهب‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬نقمة‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭.. ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬نفسها‭ ‬عبرة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ميسي‭ ‬ونيمار‭ ‬اللاعبين‭ ‬الأسوأ‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬وتم‭ ‬انتقادهما‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختلف‭ ‬الصحف‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أدائهما‭ ‬المخيب‭ ‬ذهابا‭ ‬وإيابا‭.. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬الأبرز‭ ‬بجانب‭ ‬مبابي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حاسمة‭ ‬كهذه‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬أمام‭ ‬زعيم‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال‭.. ‬فميسي‭ ‬ونيمار‭ ‬لم‭ ‬يصلا‭ ‬لباريس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬قوة‭ ‬الفريق‭ ‬للفوز‭ ‬على‭ ‬رين‭ ‬وليل‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الفرنسي‭ (‬المتواضع‭) ‬بل‭ ‬إنهما‭ ‬وصلا‭ ‬لكي‭ ‬يقودا‭ ‬باريس‭ ‬للتربع‭ ‬على‭ ‬العرش‭ ‬الأوروبي‭.. ‬أليس‭ ‬كذلك؟

‭ ‬ختاما‭ ‬نقولها،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬إدارة‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬نفس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتخبطة‭ ‬فإنها‭ ‬حتما‭ ‬ستعجز‭ ‬عن‭ ‬الفوز‭ ‬بذات‭ ‬الأذنين‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.. ‬أعدك‭ ‬بذلك‭ ‬يا‭ ‬الخليفي‭!‬