فجر جديد

اعتذار عبدالعزيز أبل

| إبراهيم النهام

اعتذار‭ ‬جميل‭ ‬وراق،‭ ‬خرج‭ ‬علينا‭ ‬به‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬أبل‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬اللبس‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬حول‭ ‬مداخلته‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬“بالكوفي‭ ‬بوأربعة‭ ‬دينار”‭ ‬وما‭ ‬أثارته‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

والاعتذار‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬شيم‭ ‬الرجال،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيها،‭ ‬وما‭ ‬فعله‭ ‬أبل،‭ ‬لا‭ ‬يفعله‭ ‬ولن‭ ‬يفعله‭ ‬الكثيرون‭ ‬غيره،‭ ‬خصوصاً‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬قبالة‭ ‬الكاميرات،‭ ‬والرأي‭ ‬العام،‭ ‬هذه‭ ‬شجاعة‭ ‬يحسد‭ ‬عليها‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬لاحظت‭ ‬خلال‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمداخلته‭ ‬الأولى،‭ ‬والتي‭ ‬أثارت‭ ‬جدلا‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬لهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الراهنة‭ ‬الضاغطة،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يلتقط‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬لكي‭ ‬يصعد‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬الآخرين،‭ ‬فبعض‭ ‬المرشحين‭ ‬المحتملين‭ ‬للانتخابات‭ ‬القادمة،‭ ‬لا‭ ‬يتركون‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬تحدث‭ ‬بالبلد،‭ ‬إلا‭ ‬وزجوا‭ ‬أنوفهم‭ ‬بها،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لتحشيد‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬واستقطاب‭ ‬الجماهير،‭ ‬والناخبين‭ ‬تحديداً،‭ ‬وهو‭ ‬استقطاب‭ ‬لحظي،‭ ‬سينتهي‭ ‬فور‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج‭ ‬لاحقا،‭ ‬سواء‭ ‬بالفوز‭ ‬أو‭ ‬الخسارة‭.‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬بحق،‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬يستثمر‭ ‬الفرص‭ ‬لكي‭ ‬يصعد‭ ‬على‭ ‬كرامة‭ ‬الناس،‭ ‬وسمعتهم،‭ ‬ويشهر‭ ‬بهم‭ ‬بكل‭ ‬السبل،‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬سقف‭ ‬أخلاقي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬عنده،‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬“الغاية‭ ‬تبرر‭ ‬الوسيلة”،‭ ‬وهي‭ ‬غاية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرشح‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بواباً،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬“فاقد‭ ‬المبدأ”‭.‬

مداخلة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬أبل‭ ‬الأولى،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موفقة‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬ولكنني‭ ‬وهي‭ ‬شهادة‭ ‬أقولها‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وسأحاسب‭ ‬عليها،‭ ‬أعرف‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬جيداً،‭ ‬وأعرف‭ ‬أخلاقه،‭ ‬ومبادئه،‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬طويلة،‭ ‬وأعرف‭ ‬أنه‭ ‬أخطأ‭ ‬التعبير،‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬ولا‭ ‬أقل‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬الكريم،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينجر‭ ‬خلف‭ ‬كل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬تتداول‭ ‬بالمنصات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬حذرا‭ ‬ممن‭ ‬يروجها،‭ ‬ويضع‭ ‬الأمور‭ ‬دائماً‭ ‬بمكانها‭ ‬الصحيح،‭ ‬بلا‭ ‬زيادة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬“الظلم”،‭ ‬فالظلم‭ ‬ظلمات،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬أبناء‭ ‬وطن‭ ‬واحد،‭ ‬ونتشارك‭ ‬ذات‭ ‬المصير‭ ‬وذات‭ ‬الحال،‭ ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬