من جديد

البحرين بعيون صديقتي

| د. سمر الأبيوكي

زارتني‭ ‬صديقتي‭ ‬مدة‭ ‬‮٤‬‭ ‬ساعات‭ ‬بعد‭ ‬انقطاع‭ ‬لعشر‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬البحرين،‭ ‬جهزت‭ ‬برنامجا‭ ‬حتى‭ ‬أستطيع‭ ‬أخذها‭ ‬في‭ ‬جولة‭ ‬سريعة‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬وتغيرات،‭ ‬فآثرت‭ ‬أن‭ ‬آخذها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬السياحية‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬كمشروع‭ ‬“سعادة”‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬و”بحرين‭ ‬باي”،‭ ‬و”واتر‭ ‬جاردن‭ ‬سيتي”،‭ ‬وركزت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أقف‭ ‬عند‭ ‬المباني‭ ‬المصممة‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬وجميلة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬“بحرين‭ ‬باي”،‭ ‬وأن‭ ‬أستقل‭ ‬سيارتي‭ ‬عبر‭ ‬الجسور‭ ‬الجديدة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬مملكتنا،‭ ‬وبالفعل‭ ‬لمست‭ ‬صديقتي‭ ‬التغيير‭ ‬الهائل،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬عاشت‭ ‬بالبحرين‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬كاملة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تميز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬والمناطق‭ ‬الجديدة،‭ ‬وكانت‭ ‬منبهرة‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬حدث،‭ ‬وصراحة‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬لم‭ ‬ألمسه‭ ‬قط‭ ‬كما‭ ‬لمسته‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬علامات‭ ‬الدهشة‭ ‬والإعجاب‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬صديقتي‭ ‬الإسبانية‭ ‬الأصل،‭ ‬بريطانية‭ ‬الجواز،‭ ‬وقد‭ ‬آثرت‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬جنسيتها‭ ‬فقط‭ ‬لأننا‭ ‬شعوب‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬الأجنبي‭ ‬ونرى‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬ويستشف‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬عربي‭ ‬آخر‭ ‬مثلنا‭ !‬

إنها‭ ‬البحرين‭ ‬الجميلة،‭ ‬معشوقتي‭ ‬التي‭ ‬آثرت‭ ‬أن‭ ‬أبقى‭ ‬على‭ ‬ترابها‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬عروض‭ ‬الهجرة‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬وكل‭ ‬المميزات‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬قنوات‭ ‬إخبارية‭ ‬كبرى‭ ‬كقناة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محاولاتها‭ ‬وجهودها‭ ‬لاستقطابي،‭ ‬أو‭ ‬كقناة‭ ‬أخرى‭ ‬تجاهلت‭ ‬كل‭ ‬عروضها‭ ‬النوعية‭ ‬وأموالها‭ ‬المميزة‭.‬

أن‭ ‬تعشق‭ ‬بلدا‭ ‬بعينه‭ ‬وتزوره‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬أمر‭ ‬جميل،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تعشق‭ ‬بلدك‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أرضك‭ ‬ووسادتك‭ ‬وسماؤك‭ ‬هو‭ ‬الأجمل‭ ‬دوما،‭ ‬ويا‭ ‬ليتنا‭ ‬جميعا‭ ‬نرى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬أراها‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬رأتها‭ ‬صديقتي،‭ ‬فهي‭ ‬دوما‭ ‬بلد‭ ‬للأمان‭ ‬وبلد‭ ‬للكرام‭.‬