الدوري الوطني للجامعات

| د. عبدالله الحواج

قديمًا‭ ‬كانت‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬مفرخة‭ ‬للأبطال‭ ‬والبطولات،‭ ‬للرياضيين‭ ‬العمالقة‭ ‬واللاعبين‭ ‬الكبار،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬الكشافون،‭ ‬الأعين‭ ‬البصيرة‭ ‬التي‭ ‬تختار‭ ‬قوام‭ ‬فرقها‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬نوابغ‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬أطلق‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مبادرته‭ ‬الخلاقة‭ ‬بتنظيم‭ ‬دوريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بين‭ ‬الجامعات،‭ ‬ومن‭ ‬المنطلق‭ ‬نفسه،‭ ‬تم‭ ‬الالتزام‭ ‬بإقامة‭ ‬هذا‭ ‬الدوري‭ ‬سنويًّا‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬جامعات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬امتدت‭ ‬على‭ ‬استقامتها‭ ‬لتحلق‭ ‬بلعبات‭ ‬رياضية‭ ‬أخرى،‭ ‬هي‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬والكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬والبقية‭ ‬تأتي‭.‬

ولحسن‭ ‬الطالع‭ ‬كنت‭ ‬وجامعتي‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬أشرفت‭ ‬على‭ ‬تأسيسها‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬21‭ ‬عامًا‭ ‬مشاركًا‭ ‬ومشاهدًا‭ ‬ومتفاعلاً‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬المنافسات‭ ‬الخلاقة‭ ‬بين‭ ‬طلبتنا‭ ‬في‭ ‬اللعبات‭ ‬المختلفة‭ ‬حيث‭ ‬أبهرني‭ ‬مستوى‭ ‬التنظيم،‭ ‬وأسعدني‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬الشريف‭ ‬بين‭ ‬أجيالنا‭ ‬الطالعة،‭ ‬وفلذات‭ ‬أكبادنا‭ ‬التي‭ ‬يتطاير‭ ‬إنجازها‭ ‬العظيم‭ ‬نحو‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭.‬

لقد‭ ‬أبلت‭ ‬جميع‭ ‬الجامعات‭ ‬بلاءً‭ ‬حسنًا‭ ‬وأضفت‭ ‬على‭ ‬أجوائنا‭ ‬العامة‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬البهجة‭ ‬والسرور‭ ‬بل‭ ‬والأمل‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬فرق‭ ‬وطنية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬بل‭ ‬والفوز‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬بإحدى‭ ‬البطولات‭ ‬المرموقة‭ ‬أولمبيًّا‭ ‬وعالميًّا‭.‬

ونحمد‭ ‬الله‭ ‬ونشكر‭ ‬فضله‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬بفرقها‭ ‬الطالعة‭ ‬قد‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نهائيات‭ ‬المنافسات‭ ‬جميعها،‭ ‬وأصبح‭ ‬لدينا‭ ‬مكان‭ ‬بين‭ ‬المراكز‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬اللعبات‭ ‬الثلاث‭ ‬“قدم‭ ‬وسلة‭ ‬وطائرة”،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬لاعبونا‭ ‬مرشحين‭ ‬بقوة‭ ‬لنيل‭ ‬جائزة‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدورة‭ ‬التي‭ ‬امتلأت‭ ‬بالنجوم‭ ‬واللاعبين‭ ‬الماهرين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مبهر‭ ‬وبديع‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬الرياضي‭ ‬الجميل‭.‬

كل‭ ‬الشكر‭ ‬للذين‭ ‬أطلقوا‭ ‬الفكرة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬والنائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬وكل‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬اتحادات‭ ‬اللعبات‭ ‬الثلاث‭ ‬الذين‭ ‬أيّدوا‭ ‬ودعموا‭ ‬الفكرة‭ ‬وأشرفوا‭ ‬على‭ ‬التنظيم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طبعًا‭ ‬رؤساء‭ ‬الجامعات‭ ‬والإداريين‭ ‬المسئولين‭ ‬واللاعبين‭ ‬والمدربين‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العرس‭ ‬الرياضي‭ ‬العظيم‭.‬

ومن‭ ‬بهاء‭ ‬المنتظر‭ ‬أنني‭ ‬والشهادة‭ ‬لله‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬قبل‭ ‬إطلاق‭ ‬هذه‭ ‬البطولات‭ ‬وهذه‭ ‬الدوريات‭ ‬مقتنعًا‭ ‬أو‭ ‬متخيلًا‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الطالعة‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬لنا‭ ‬المنافسات،‭ ‬لقد‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬إرادة‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬ومهارات‭ ‬فطرية‭ ‬تصلح‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬صقلها‭ ‬أن‭ ‬تغزو‭ ‬هذه‭ ‬اللعبات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الاحتراف‭ ‬الخارجي،‭ ‬ودنيا‭ ‬النجومية‭ ‬الفارقة‭.‬

إن‭ ‬بلادنا‭ ‬تزخر‭ ‬بالشباب‭ ‬القادر‭ ‬المعطاء،‭ ‬وبالأجيال‭ ‬المتجددة‭ ‬الواعدة،‭ ‬وباللعبات‭ ‬التي‭ ‬لدينا‭ ‬فيها‭ ‬تاريخ،‭ ‬لكننا‭ ‬كنا‭ ‬دائمًا‭ ‬نسأل‭ ‬أنفسنا‭ ‬لماذا‭ ‬نقف‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية‭ ‬باللعبات‭ ‬الجماعية‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬قصوى،‭ ‬عند‭ ‬سقف‭ ‬أعلى،‭ ‬عند‭ ‬مراحل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اجتيازها؟

من‭ ‬هنا‭ ‬فهمت‭ ‬رسالة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬رائد‭ ‬شبابنا‭ ‬المعاصر،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬الجامعية‭ ‬العريضة،‭ ‬أيقنت‭ ‬أننا‭ ‬يمكن‭ ‬بناء‭ ‬أجيال‭ ‬متتابعة‭ ‬من‭ ‬الأبطال‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬البطولات‭ ‬والإجازات،‭ ‬ومن‭ ‬القاعدة‭ ‬ذاتها،‭ ‬لا‭ ‬يسعني‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬إزكاء‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬المفعمة‭ ‬بالتفوق‭: ‬شكرًا‭ ‬لكم‭ ‬جميعًا،‭ ‬وألف‭ ‬شكر‭.‬