رؤيا مغايرة

تهريب الخادمات

| فاتن حمزة

تمكنت‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الإتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وحماية‭ ‬الآداب‭ ‬العامة‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬آسيوي‭ (‬44‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬و17‭ ‬امرأة‭ ‬يحملن‭ ‬جنسية‭ ‬أفريقية،‭ ‬وذلك‭ ‬لقيامهم‭ ‬بتهريب‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬ومخالفة‭ ‬شروط‭ ‬الإقامة،‭ ‬وأوضحت‭ ‬الإدارة‭ ‬بأنه‭ ‬فور‭ ‬ورود‭ ‬معلومات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬تمت‭ ‬مباشرة‭ ‬عمليات‭ ‬البحث‭ ‬والتحري،‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬هوية‭ ‬المذكورين‭ ‬والقبض‭ ‬عليهم،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة،‭ ‬تمهيداً‭ ‬لإحالة‭ ‬المقبوض‭ ‬عليهم‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭.‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬مسألة‭ ‬تهريب‭ ‬الخادمات‭ ‬منتشرة‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬تدار‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬وكأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينظمها‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬النفوس‭ ‬المريضة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬نشر‭ ‬الأذى‭ ‬والفجور‭ ‬بالمجتمع‭ ‬البحريني‭.. ‬للأسف‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬هؤلاء‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬الخفاء،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬العلن‭ ‬بجرأة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيرها،‭ ‬المضحك‭ ‬أو‭ ‬المبكي‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬هم‭ ‬الخدم‭ ‬أنفسهم‭.‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬المتضرر‭ ‬الأول‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬حلها‭ ‬وحلالها‭ ‬لتجلب‭ ‬خادمة‭ ‬وينتهي‭ ‬بها‭ ‬الأمر‭ ‬بمكالمة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬هروبها‭ ‬بوجوب‭ ‬دفع‭ ‬قيمة‭ ‬تذكرة‭ ‬عودة‭ ‬الخادمة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬رغبت‭ ‬بزيارة‭ ‬أهلها،‭ ‬ثم‭ ‬لتعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وتتكرر‭ ‬القصة‭.‬

نشكر‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬وسرعة‭ ‬التعرف‭ ‬والقبض‭ ‬عليهم،‭ ‬كما‭ ‬نتمنى‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تثبت‭ ‬عليه‭ ‬التهمة‭ ‬لحسم‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬واستمرار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتسترين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لوقفها،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬الخادمة‭ ‬ودفع‭ ‬تكاليفها‭ ‬رغم‭ ‬قلة‭ ‬الإمكانيات‭ ‬لظروف‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادتهم‭ ‬تتطلب‭ ‬وجودها‭ ‬للعون‭ ‬والمساعدة،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬بهم‭ ‬المطاف‭ ‬لأن‭ ‬يدفعوا‭ ‬تكاليف‭ ‬إضافية‭ ‬تشكل‭ ‬عائقا‭ ‬بسبب‭ ‬تآمر‭ ‬مجهولين‭ ‬على‭ ‬تهريبها‭.‬