“الذرابة” مطلوبة

| منال الشيخ

أستهلُّ‭ ‬مقالي‭ ‬هذا‭ ‬بعنوان‭ ‬المقال‭ ‬نفسه‭ ‬لأمسك‭ ‬بصلبه‭ ‬مباشرة،‭ ‬الذرابة‭ ‬مطلوبة‭.. ‬نعم‭ .. ‬رغم‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بقطاعاته‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬الهرم‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬واستحداث‭ ‬المناهج‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬كالحاصل‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وجهود‭ ‬المعنيين‭ ‬فيه‭ ‬مشكورة‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مادة‭ ‬“الذرابة”‭ ‬لم‭ ‬تدرس‭ ‬قط‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬ولا‭ ‬المعاهد‭ ‬ولا‭ ‬الجامعات‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدرسين‭ ‬الخصوصيين‭.‬

‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬شخصي‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬إدراج‭ ‬هذا‭ ‬المقرر‭ ‬وجعله‭ ‬أساسيًّا‭ ‬لا‭ ‬ثانويًّا‭ ‬في‭ ‬مدارسنا‭ ‬ومعاهدنا‭ ‬وجامعاتنا‭ ‬لضرورة‭ ‬من‭ ‬الضرورات‭ ‬الملحة‭ ‬لأن‭ ‬المخرجات‭ ‬التي‭ ‬ستنبثق‭ ‬عن‭ ‬تدريسه‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستنعكس‭ ‬على‭ ‬الجيل‭ ‬الواعد‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله‭ ‬ستكون‭ ‬إيجابية‭.‬

من‭ ‬المؤسف‭ ‬جدًّا‭ ‬أن‭ ‬ليومنا‭ ‬هذا‭ ‬نرى‭ ‬أناسًا‭ ‬انخرطوا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الجامعية‭ ‬ولكن‭ ‬“الذرابة”‭ ‬معدومة‭ ‬لديهم،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬يدخلوا‭ ‬مجلسًا‭ ‬ولا‭ ‬يلقوا‭ ‬التحية،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ - ‬نظرًا‭ ‬للظروف‭ ‬الراهنة‭- ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬الذين‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬متقدمة‭ ‬ومازالوا‭ ‬يدخلون‭ ‬في‭ ‬خصوصيات‭ ‬غيرهم‭ ‬بأسئلة‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تطرح‭ ‬مثل‭ ‬“ليش‭ ‬ما‭ ‬تزوجت‭ ‬لهالوقت؟‭!‬”،‭ ‬“عسى‭ ‬مهرج‭ ‬مب‭ ‬قليل‭ ‬بس؟‭!, ‬“جم‭ ‬صرفت‭ ‬في‭ ‬السفر؟‭! ‬“راتبك‭ ‬في‭ ‬شنو‭ ‬تصرفه؟”‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭.‬

دور‭ ‬الأهل‭ ‬“الفعلي”‭ ‬المتمثل‭ ‬بالوالدين‭ ‬لا‭ ‬أنكره‭ ‬ولا‭ ‬ألغيه،‭ ‬فشكرًا‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬بحجم‭ ‬الخط‭ ‬العريض‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يوجّه‭ ‬فلذات‭ ‬كبده‭ ‬لطريق‭ ‬الصواب،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬عتبي‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعلمهم‭ ‬“الصح”‭ ‬من‭ ‬“الخطأ”‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفارهم‭ ‬وبلاشك‭ ‬يتسبّب‭ ‬في‭ ‬نشأتهم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬غير‭ ‬قويمة‭.‬

‭ ‬أيها‭ ‬الكرام‭ ‬لكم‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المقولة‭ ‬هذه‭ ‬تردّدت‭ ‬على‭ ‬مسامعنا‭ ‬كثيرًا‭ ‬“القطو‭ ‬العود‭ ‬ما‭ ‬يتربى”‭ ‬وأنا‭ ‬شخصيًّا‭ ‬وربما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتفق‭ ‬معي‭ ‬بأن‭ ‬التربية‭ ‬والتنشئة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للطفل‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬الأظفار،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتحول‭ ‬لمجرد‭ ‬توجيه‭ ‬لعام‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭ ‬للإعدادية‭ ‬لا‭ ‬لسن‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الزواج‭ ‬وحتى‭ ‬بعده‭! ‬فإدراج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المقررات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬أعيد‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬لأؤكد‭ ‬أنها‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ .‬

‭ ‬التربية‭ ‬قبل‭ ‬التعليم،‭ ‬وهي‭ ‬أهم،‭ ‬فحذارِ‭ ‬يا‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬الالتفات‭ ‬لتحصيل‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادكم‭ ‬ورفع‭ ‬القبعة‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬نجاح‭ ‬وإهمال‭ ‬جانب‭ ‬التربية‭ ‬والمتمثل‭ ‬مثالًا‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬السلوك‭ ‬وتعزيز‭ ‬الجيد‭ ‬منه‭ ‬وخلق‭ ‬جيل‭ ‬“سنع”‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتظافر‭ ‬جهود‭ ‬المنزل‭ ‬والمؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬لتكتمل‭ ‬العملية‭ ‬ويتحقق‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود،‭ ‬فلكم‭ ‬النداء‭ ‬يا‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬