ستة على ستة

جائحة كورونا والإعلان المنتظر

| عطا السيد الشعراوي

منذ‭ ‬أن‭ ‬اجتاحت‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭ ‬دخلنا‭ ‬مسلسلا‭ ‬حزينا‭ ‬وسريعا‭ ‬ومخيفا‭ ‬من‭ ‬الإحصاء‭ ‬والمتابعة‭ ‬لأعداد‭ ‬الوفيات‭ ‬والإصابات‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬لدرجة‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الأزمة‭ ‬وفاقمت‭ ‬تأثيرها‭ ‬النفسي‭ ‬على‭ ‬المصابين‭ ‬وغير‭ ‬المصابين‭.‬

غلب‭ ‬التشاؤم‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬وبيانات‭ ‬المعنيين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬ومؤسسات‭ ‬دولية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬سيادة‭ ‬شعور‭ ‬عالمي‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬المنظور‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

مؤخرًا‭ ‬وتحديدًا‭ ‬منذ‭ ‬ظهور‭ ‬وانتشار‭ ‬متحور‭ ‬“أوميكرون”‭ ‬وغزوه‭ ‬بأعداد‭ ‬هائلة‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ربما‭ ‬ترسخت‭ ‬قناعة‭ ‬الشعوب‭ ‬بعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الفكاك‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬الرهيبة‭ ‬التي‭ ‬أدخلت‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬شرسة‭ ‬وصراع‭ ‬قوي‭ ‬ضد‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفهمه‭ ‬واحتوائه‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الصراع‭ ‬قائمًا‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭. ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬السلبي‭ ‬الغالب‭ ‬جاء‭ ‬خبر‭ ‬مفرح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بإعلانها‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬كوفيد‭ ‬19،‭ ‬قد‭ ‬تدخل‭ ‬أوروبا‭ ‬قريبًا‭ ‬“فترة‭ ‬هدوء‭ ‬طويلة”‭ ‬بسبب‭ ‬معدّلات‭ ‬التلقيح‭ ‬المرتفعة‭ ‬وانتشار‭ ‬المتحوّر‭ ‬أوميكرون‭ ‬الأقل‭ ‬خطورة‭ ‬واقتراب‭ ‬انتهاء‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجلب‭ ‬سلامًا‭ ‬دائمًا‭.‬

أخيرًا‭ ‬ربما‭ ‬سنصل‭ ‬إلى‭ ‬النهاية‭ ‬“السعيدة”‭ ‬التي‭ ‬كلما‭ ‬اعتقدنا‭ ‬أننا‭ ‬اقتربنا‭ ‬منها‭ ‬طيلة‭ ‬العامين،‭ ‬إذ‭ ‬بها‭ ‬تبتعد‭ ‬عنا‭ ‬وتدخلنا‭ ‬في‭ ‬موجات‭ ‬متوالية‭ ‬من‭ ‬التشاؤم‭ ‬والإحباط‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬لن‭ ‬تعود‭. ‬إعلان‭ ‬المنظمة‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬لم‭ ‬تنتهِ‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يمكننا‭ ‬فيه‭ ‬استعادة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتمسك‭ ‬بهذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬وأن‭ ‬أوروبا‭ ‬ستكون‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تفشٍ‭ ‬جديد‭ ‬للمرض‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬متحوّرات‭ ‬أكثر‭ ‬ضراوة‭ ‬من‭ ‬أوميكرون،‭ ‬وبدون‭ ‬فرض‭ ‬نوع‭ ‬التدابير‭ ‬المُعيقة‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

ويشدد‭ ‬الإعلان‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬التفاؤل‭ ‬هذه‭ ‬مرهونة‭ ‬بمواصلة‭ ‬الدول‭ ‬حملات‭ ‬التطعيم‭ ‬والمراقبة‭ ‬المكثفة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المتحوّرات‭ ‬الجديدة‭ ‬وحماية‭ ‬المجموعات‭ ‬المعرّضة‭ ‬للخطر‭ ‬وتعزيز‭ ‬المسؤولية‭ ‬الفردية‭.‬