صور مختصرة

نحن معكم جنود ما حيينا

| عبدالعزيز الجودر

اليوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬فبراير،‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬كسائر‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬علينا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭ ‬له‭ ‬صدى‭ ‬واسع،‭ ‬وذكرى‭ ‬تاريخية‭ ‬ومكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬فهو‭ ‬يوم‭ ‬احتفاء‭ ‬واستذكار‭ ‬وعزة‭ ‬وكرامة‭ ‬وفخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬وشموخ‭ ‬ونقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬العسكري‭ ‬الحديث‭.‬

فهذا‭ ‬يوم‭ ‬الأبطال‭ ‬في‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬ويومنا‭ ‬كمواطنين‭ ‬أيضا،‭ ‬وكما‭ ‬عهدناهم‭ ‬يمتازون‭ ‬بصفات‭ ‬عسكرية‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬قاموسها‭ ‬التردد‭ ‬أو‭ ‬الكلل‭ ‬أو‭ ‬التأجيل،‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الامتثال‭ ‬الكامل‭ ‬والمخلص‭ ‬للأوامر‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قادتهم‭ ‬الكبار‭ ‬وتنفيذها‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ ‬وثبات،‭ ‬وتذرع‭ ‬بالصبر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬والمحن‭ ‬والإقدام‭ ‬والمخاطرة‭ ‬وسط‭ ‬ميادين‭ ‬وساحات‭ ‬القتال‭ ‬والمناورات‭ ‬العسكرية‭ ‬بلا‭ ‬وجل‭ ‬أو‭ ‬خوف،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نجدهم‭ ‬رحماء‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬أشداء‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يعاديهم،‭ ‬وهذه‭ ‬ميزة‭ ‬فريدة‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬المقاتل‭ ‬البحريني‭.‬

هكذا‭ ‬عرفنا‭ ‬جنود‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968م،‭ ‬والمراقب‭ ‬لمسيرتها‭ ‬الطويلة‭ ‬عبر‭ ‬54‭ ‬عاما‭ ‬يدرك‭ ‬ذلك‭ ‬جيدا،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬نشهد‭ ‬خطوات‭ ‬تطويرية‭ ‬وإنجازات‭ ‬تحديثية‭ ‬مدروسة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬الموضوعة،‭ ‬تعزيزا‭ ‬لدورها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مكتسبات‭ ‬الوطن‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬واستقلاله‭ ‬وسيادته‭ ‬ضد‭ ‬أية‭ ‬تهديدات‭ ‬خارجية،‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬بطولاتها‭ ‬البارزة‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركاتها‭ ‬مع‭ ‬جيوش‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬وباتت‭ ‬مضربا‭ ‬للبسالة‭ ‬والفداء،‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركاتها‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬التمارين‭ ‬العسكرية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وجاهزية‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬وتنمية‭ ‬الخبرات‭ ‬القتالية،‭ ‬وبذلك‭ ‬أصبحت‭ ‬تتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬واحترافية‭ ‬عالية‭ ‬المستوى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬وقواتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬وتطبيق‭ ‬روح‭ ‬القانون‭ ‬والانضباط‭ ‬وعدم‭ ‬العبث‭ ‬بالأمن‭ ‬الداخلي،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬دور‭ ‬مؤسستنا‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬إسهامات‭ ‬جليلة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬سور‭ ‬الوطن‭.‬

بدورنا‭ ‬سوف‭ ‬نظل‭ ‬جنودا‭ ‬ما‭ ‬حيينا‭ ‬نشد‭ ‬من‭ ‬أزر‭ ‬ليوث‭ ‬الوغى‭ ‬وصقور‭ ‬العرين‭ ‬وحماة‭ ‬الدار‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬والبحر‭ ‬والبر،‭ ‬ونقف‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭ ‬مع‭ ‬أبطالنا‭ ‬في‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬كي‭ ‬نحمي‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬وشعبها‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬