مواقف إدارية

هل هي فعلاً الظروف؟!!

| أحمد البحر

سألت أحد الزملاء عن أخباره وليتني لم أفعل ذلك، فقد اعتدت تفادي مثل هذه الأسئلة التي قد يعتبرها البعض تدخلاً في شؤونه الخاصة، وبالتالي قد تخلق لديه نوعاً من عدم الارتياح. أو قد تضع السائل نفسه في موقف لم يكن يتوقعه كما حصل لمحدثي، فلنستمع إليه وهو يروي حكايته:

عندما سألت الزميل عن أخباره رمقني بنظرات غريبة وأجابني بصوت يبدو أنه فقد السيطرة على التحكم في نبراته: ماذا تريدني أن أخبرك؟ أنا وباختصار لست محظوظاً في حياتي المهنية. فالبعض ينقله الحظ من منصب إلى آخر ومن وظيفة إلى أخرى أعلى. أما أنا، فالظروف دائماً تقف عائقاً أمامي أو أن ألحظ يجعلني أعمل تحت إمرة مسؤول أناني لا يقدّر ولا تهمه إلا مصلحته. أنا سيدي ضحية كل هذا. هل أجبتك على سؤالك عن أخباري؟

 بصراحة لم أعلق على ما قاله الزميل، بل إنه لم يترك لي فرصة لذلك، فقد استمر في تذمره وندب حظه السيئ وإلقاء اللائمة على مسؤولية الذين يقفون في طريق ارتقائه المهني كما وأنه لم ينس الظروف، فقد شملها بجزء وافر من ذلك التذمر واللائمة والشكوى.

تركته حتى فرغ من معلّقة الندب واللوم، فقلت له وبصوت هادئ: أنا أُريدك أن تتقبل مني هذا السؤال فقط: هل نظرت في المرآة يوما وتأملت نفسك وواجهتها بالسؤال التالي: لماذا يحصل زملائي على الترقيات والحوافز ولا يكون لي نصيب من ذلك؟ لا أريدك أن تجيبني أنا بل كن صريحاً مع ذاتك في الإجابة.

  يقول كيث فيرازي: “يلعب الكثير منا بورقة الضحية، بدلاً من بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق نتائج حقيقية، فيتشبثون بعقلية الضحية كما لو كان درعاً. كم واحد منا لا يصل إلى أقصى طموحاته؛ لأننا نلقي باللوم على الظروف أو على شخص ما أو على أي شيء آخر؟”. ويقول وليام جيمس: “... إن الإنسان يمكن أن يغير حياته، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية”.