مؤشرات الموارد البشرية.. تكاليف الطلبة في 50 عاما (3)

| د. حسين المهدي

مع‭ ‬احتفالات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬وعيد‭ ‬جلوس‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬نواصل‭ ‬رصد‭ ‬مؤشرات‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬ودعمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فبعد‭ ‬عرض‭ ‬نمو‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬للإنسان‭ ‬وتطوير‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ (‬1971م‭) ‬حتى‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬نطلع‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬تنامي‭ ‬كلف‭ ‬تعليم‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭.‬

ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬معدل‭ ‬تكلفة‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ (‬100‭) ‬دينار‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬زهاء‭ ‬أربعة‭ ‬أضعاف‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭ ‬عند‭ (‬500‭) ‬في‭ (‬1981م‭)‬،‭ ‬وإلى‭ ‬قرابة‭ (‬700‭) ‬دينار‭ ‬في‭ (‬1990م‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ربع‭ ‬القرن‭ ‬التالي‭ ‬بين‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬دراسة‭ ‬كل‭ ‬طالب‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬أضعاف،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ (‬7109‭) ‬دنانير‭ ‬سنوياً‭ ‬في‭ (‬2015م‭)‬،‭ ‬“وفصلت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بأن‭ ‬كلفة‭ ‬تدريس‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬تبلغ‭ ‬2191‭ ‬ديناراً،‭ ‬وتبلغ‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬2391‭ ‬ديناراً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬2527‭ ‬ديناراً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطالب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬و3220‭ ‬ديناراً‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطالب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬الصناعية”،‭ ‬وتعكس‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬“نمو‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬وتوزعهم‭ ‬بين‭ ‬بنين‭ ‬وبنات‭ ‬وبمستوى‭ ‬التحسين‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وتطوير‭ ‬طرق‭ ‬التدريس‭ ‬والمناهج‭ ‬الدراسية،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬وعدد‭ ‬البرامج‭ ‬التطويرية‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬الوزارة‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لبرنامج‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬وبمستوى‭ ‬التدريب‭ ‬والتمهين‭ ‬الذي‭ ‬توفره‭ ‬للمعلمين”،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬موازنة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ (‬2005م‭) ‬تعكس‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الخدمة‭ ‬التعليمية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬موارد‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬كما‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬تطور‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬نظراً‭ ‬لما‭ ‬توليه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬كبير‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى”،‭ ‬“وحافظت‭ ‬هذه‭ ‬الكلف‭ ‬على‭ ‬مستواها‭ ‬في‭ (‬2019م‭)‬”،‭ ‬وربما‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭.‬